مجدي حمدان يكتب: منظمة «اليوسيد» الأمريكية، تقليص النفوذ العالمي أن نهاية الإمبراطورية

قامت الولايات المتحدة بدور محوري في تقديم المساعدات الدولية عبر مؤسسات متعددة، من بينها منظمة “اليوسيد” (USAID)، والتي تشتهر بالكفوف المتصافحة.

كانت هذه المنظمة على مدار السنوات أداةً رئيسية في توجيه الدعم الأمريكي إلى دول مختلفة، مما منحها تأثيرًا كبيرًا على الاقتصادات المحلية.

لكن اليوم، هناك حديث عن إنهاء عملها، وهو ما يثير تساؤلات حول العواقب المحتملة لهذه الخطوة على الدول المستفيدة والعالم بشكل عام.

على مدار العقود الماضية، كانت هذه المنظمة قناة استراتيجية استخدمتها الولايات المتحدة ليس فقط لتقديم المساعدات، ولكن أيضًا لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي في الدول المستفيدة.

من خلال التحكم في تدفقات الإمدادات والمساعدات، تمكنت أمريكا من بناء علاقات قوية مع الحكومات، وأحيانًا فرض سياسات معينة لضمان مصالحها.

التقارير التي صدرت، إلى جانب موقف إيلون ماسك من بعض العاملين، تعكس توجّهًا داخل الأوساط السياسية الأمريكية لإعادة النظر في جدوى استمرار هذه المنظمة.

الأسباب المحتملة قد تتراوح بين تقليص الإنفاق الحكومي، أو إعادة هيكلة أولويات المساعدات الخارجية، أو التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للبلدان باتباع سياسة العصا والجزرة.

وهنا، ستكون دول العالم في مأزق كبير، إذ قد تواجه نقصًا حادًا في الموارد والمساعدات التي كانت تعتمد عليها.

يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي إنهاء “اليوسيد” إلى تعزيز الاستقلالية الاقتصادية للدول، أم أنه سيتسبب في أزمة حقيقية للمحتاجين؟

بغض النظر عن النتيجة، فإن هذه الخطوة ستعيد تشكيل الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع المساعدات الدولية، وقد يكون لها تداعيات واسعة على المشهد السياسي.

لكن على المدى الطويل، قد تكون النتيجة إيجابية، إذ إن انقطاع تلك المساعدات قد يؤدي إلى تقليل النفوذ الأمريكي، مما قد يسهم في إنهاء تواجد “إمبراطورية الوهم”.

. .gnuc

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *