
يعتبر عيد الحب، من المناسبات العالمية التى تُحتفل بها فى العديد من الدول، لكن جذوره تعود إلى أصول وثنية عميقة، حيث يرتبط بمهرجان لوبركاليا، وهو احتفال رومانى قديم كان يُقام فى 15 فبراير سنويًا، ويركز على التطهير، الخصوبة، والتزاوج.
كان مهرجان لوبركاليا للاحتفال بقدوم الربيع وفق التقويم الروماني الوثني، حيث كان مرتبطًا بعبادة لوبيركوس وفونوس، اللذين كانا يُعتقد أنهما يراقبان رعاة الأغنام وقطعانهم، لضمان خصوبتها وتكاثرها، ومن ثم أصبح مناسبة لتعزيز الروابط العاطفية بين الرجال والنساء في المجتمع الروماني القديم، ومع توسع الإمبراطورية الرومانية، انتشرت هذه العادات الوثنية عبر الأراضي المحتلة، وأصبحت جزءًا من التقاليد الشعبية.
في القرن الرابع الميلادي وبعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية، واجهت الكنيسة تحديًا كبيرًا في التعامل مع العادات الوثنية المتجذرة في المجتمع، وبدلاً من إلغائها بالكامل، سعت الكنيسة إلى إعادة تفسيرها وتقديمها بصبغة مسيحية، فظهر ارتباط عيد الحب بالقديس فالنتين لاحقًا، كمحاولة لاستبدال الطابع الوثني للاحتفال برمزية دينية.
مع مرور الزمن، فقدت المناسبة معظم دلالاتها الوثنية المباشرة، وأصبحت تُركز على الرومانسية والتعبير عن المشاعر بين العشاق، حيث باتت تمثل فرصة لتبادل الهدايا والبطاقات وكلمات الحب، لكن يبقى أصل الاحتفال مرتبطًا بالجذور الوثنية القديمة، وهو ما يدعو البعض للتساؤل عن مدى تأثير الممارسات القديمة في تقاليدنا الحديثة.