تعتبر ليلة النصف من شعبان من أعظم الليالي التي يتمتع المسلم فيها بفرص عظيمة للاستجابة للدعاء، حيث تفتح أبواب السماء وتتنزل فيها الرحمة والمغفرة من الله عز وجل.
وفي هذه الليلة المباركة، تحققت العديد من الأحداث الهامة في تاريخ الأمة الإسلامية، منها تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وهي إحدى أبرز النعم التي اختص الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ويعد دعاء النصف من شعبان من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، كما أن لها مكانة خاصة بين المسلمين، حيث يتطلع الجميع إلى الاستفادة من هذه اللحظات المباركة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
“اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي، فإنك إن تكلني إلى نفسي تباعدني من الخير، وتقربني من الشر، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهدًا توفينيه يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.”
من قال هذا الدعاء، فقد جعل الله له عهدًا تحت العرش، وعندما يأتي يوم القيامة يُنادى منادٍ: “أين الذين لهم عند الله عهد؟” فيقوم المؤمن فيدخل الجنة، ليكون من أهل الرحمة والمغفرة.
وفي الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي يكثر فيه الدعاء والعبادة، يُستحب أن يدعو المسلم بهذا الدعاء العظيم:
“اللهم يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارحمني ولا تبتلني، وارزقني واكرمني من حيث لا أحتسب.”
عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
“اللهم يا ذا المنِّ ولا يُمنُّ عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرمًا أو مطرودًا أو مقتَّرًا عليَّ في الرزق، فامحُ اللهم بشرفك شقوتي، وحرماني، وطردي، واقتار رزقي، وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا، مرزوقًا، موفقًا للخيرات، فإنك قلت في كتابك: “يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ” (الرعد: 39).
يقول الشيخ محمد أبو بكر: “من قال هذا الدعاء خاصة في الثلث الأخير من الليل، سيكون من أصحاب العهود التي يختمها الملائكة ويرفعونها إلى الله عز وجل، ليكون ذلك عهدًا له عند الله يوم القيامة.”