أصبح تعليق التمويل الأمريكي للمنظمات الإنسانية أزمة عالمية جديدة وتحدى يواجه هذه المنظمات لمساعدة الملايين فى مناطق الصراعات والنزاعات العالمية لتوفير المساعدات الرئيسية المنقذة للحياة فبعد أن تم الإعلان تعليق المساعدات الإنسانية بسبب توقف التمويل لمنظمات الأمم المتحدة فلم تكن لوحدها التى واجهت الأمة إلى أن منظمات إنسانية أخرى فوجئت بتعليق التمويل الأمريكى لديها لتضطر لوقف أنشطتها الإنسانية وتسريح موظفيها فى عدد من دول العالم.
من جانبه أعلن المجلس النرويجى للاجئين أنه لأول مرة فى تاريخه، سوف يضطر إلى تعليق العمل الإنسانى الجارى والعاجل لـ100 ألف شخص فيما يقرب من 20 دولة متضررة من الحروب والكوارث والنزوح، موضحا أنه تأتى هذه التدابير الجذرية على خلفية توقف وعدم سداد تمويل الولايات المتحدة الأمريكية للعمليات الإنسانية العالمية.
وأضاف المجلس: “لم نشهد على الإطلاق طوال تاريخنا الممتد على مدى 79 عامًا مثل هذا التوقف المفاجئ لتمويل المساعدات من أى من الدول المانحة العديدة، أو المنظمات الحكومية الدولية، أو وكالات المانحين الخاصة”.
وأكد المجلس المعنى باللاجئين فى مناطق الصراعات سوف تكون العواقب وخيمة بشكل متزايد على الأشخاص الذين يواجهون الأزمات فى جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه فى أوكرانيا، اضطر المجلس النرويجى للاجئين إلى وقف توزيع الدعم الطارئ المقرر فى فبراير على 57 ألف شخص فى المجتمعات الواقعة على طول خطوط المواجهة. ويأتى هذا فى الوقت الذى يسود فيه الشتاء بكامل قوته، مما يجعل الناس غير قادرين على تدفئة منازلهم والحصول على السلع الحيوية مثل الغذاء.
وقال المجلس: “نحن مضطرون إلى تسريح عمال الإغاثة فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الموظفين والموظفات فى أفغانستان الذين يحافظون على شريان حياة متعثر للفتيات والنساء والأسر التى لا تزال تكافح تداعيات التغيير فى السيطرة والمغادرة الفوضوية للولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى فى عام 2021”.
ووفق المجلس الترويجى، أن الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر مانح فى العالم من حيث القيمة المطلقة، والنرويج، أكبر مانح فى العالم من حيث القيمة النسبية، حيث أنهما المساهمان الأكثر أهمية فى المجلس النرويجى للاجئين، لدعم ما يقرب من 10 ملايين شخص متضررين من الأزمات فى جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه حذر يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من وقف التمويل الأمريكى على العمليات الإنسانية، مضيفا أنه تم تمويل حوالى 47 فى المائة من النداء الإنسانى العالمى فى جميع أنحاء العالم العام الماضى، من خلال حكومة الولايات المتحدة؛ مما يعطى مؤشرا على مدى ضرورة الدعم الأمريكى للمنظمات الإنسانية.