![](https://we.mansheet.net/wp-content/uploads/2025/02/863.jpg)
في ليلة النصف من شهر شعبان، تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، وهذه الحادثة الجليلة التي وقعت في العام الثاني من الهجرة، شكلت نقطة فارقة في تاريخ المسلمين وأظهرت حكمة إلهية عظيمة.
قبل هذا الحدث، كان النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون في مكة يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس، مع جعل الكعبة بينهما. وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، استمر المسلمون في الصلاة تجاه المسجد الأقصى، لمدة تقارب العام ونصف العام.
ولكن في منتصف شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، نزل الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة، وأصبح المسلمون يتوجهون في صلاتهم إلى الكعبة. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ” [البقرة: 144].
تحويل القبلة كان اختبارًا من الله تعالى للمؤمنين، حيث ظهرت استجابة المؤمنين الصادقة لتوجيهات الله ورسوله، بينما زاد المشركون عنادًا. فقد كانت هذه الحادثة بمثابة تمييز بين المؤمنين الذين سلموا لله ولرسوله، وبين أولئك الذين خالفوا.
هذه الحادثة تعكس علو مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله، حيث كان يحب أن يتوجه في صلاته إلى الكعبة المشرفة. وكان التوجيه الإلهي له بتحويل القبلة علامة على رضا الله عنه.
كما أكد تحويل القبلة على العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، حيث نجد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى”، مما يعزز مكانة كل منهما في قلوب المسلمين.
الرسالة الأعمق من هذا الحدث هي أن الهدف الأعظم للمسلم هو عبودية الله، حيث أن الغاية هي الاستجابة لأوامره مهما اختلفت وجهة الصلاة.