تصدر محمد الشعار، وزير الداخلية السوري الأسبق، جميع محركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد تسليمه نفسه إلى السلطات السورية الجديدة.
محمد الشعار يثير ضجة كبيرة
وسلّم وزير الداخلية السوري الأسبق، محمد الشعار، الذي فرضت عليه عقوبات غربية، نفسه للسلطات الجديدة في البلاد يوم الثلاثاء.
وظهر الشعار في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو برفقة عناصر من الأمن العام السوري التابع للإدارة الجديدة أثناء تسليمه نفسه.
وفي تصريحات تلفزيونية، أكد الشعار أنه سلّم نفسه “طواعية”، مشدداً على استعداده “للحديث بشفافية” مع السلطات الجديدة. وقال: “أنا كتاب مفتوح، سأتوجه إلى القيادة في دمشق لأقدم كل ما لدي، وأجيب عن الأسئلة بشفافية ووضوح”.
وأشار الشعار إلى أن وزارة الداخلية كانت مسؤولة فقط عن السجون الرسمية، نافياً وجود سجون مخفية تابعة للوزارة.
من هو الشعار؟
هو اللواء محمد إبراهيم الشعار، نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا ووزير الداخلية السابق في حكومة عادل سفر، وُلد في منطقة الحفة بمحافظة اللاذقية في عام 1950، وينحدر من أسرة مسلمة سنية.
انضم الشعار إلى القوات المسلحة السورية في عام 1971، وبدأ مسيرته الأمنية في شعبة المخابرات العسكرية، حيث شغل عدة مناصب هامة، منها رئيس فرع الأمن العسكري في طرطوس، ورئيس الأمن العسكري في حلب، وقائد الشرطة العسكرية في الجيش السوري. قبيل تعيينه وزيراً للداخلية، كان يشغل منصب قائد الشرطة العسكرية.
في نيسان 2011، تم تعيينه وزيراً للداخلية ليحل محل اللواء سعيد محمد سمور، في 9 يونيو 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشعار، إلى جانب 12 مسؤولاً آخرين من النظام السوري، بسبب “تورطه في التعامل العنيف مع المتظاهرين”، وذلك وفقاً لما ورد في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. كما فرضت الحكومة السويسرية عقوبات عليه في أيلول 2011 بناءً على ذات الأسباب.
في 18 يوليو 2012، تعرض لمحاولة اغتيال في تفجير استهدف مقر الأمن القومي في دمشق أثناء اجتماع ضم كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، ما أثار شائعات حول مقتله. لكنه تعافى وظهر في التلفزيون السوري بعد عشرة أيام وهو مصاب في يده، نافياً شائعات وفاته.
وفي 12 ديسمبر 2012، تعرض لإصابة جديدة في حادث تفجير استهدف وزارة الداخلية السورية في كفر سوسة، مما استدعى نقله إلى بيروت لتلقي العلاج.
وزير الداخلية الحالي في سوريا
في يناير الماضي، عينت الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، علي كدة وزيرا للداخلية، والذي انشق عن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 2012 بعد اعتقاله بسبب مواقفه.
علي عبد الرحمن كده هو مهندس كهرباء وسياسي سوري يشغل حالياً منصب وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية السورية برئاسة محمد البشير، منذ 19 كانون الثاني 2025. قبل ذلك، شغل منصب رئيس الوزراء الرابع لحكومة الإنقاذ السورية من عام 2019 حتى 2024.
وُلد علي كده في قرية حربنوش بريف إدلب في عام 1973. يحمل شهادة إجازة في الهندسة العسكرية بالإضافة إلى شهادة في الهندسة الكهربائية، تخصص الإلكترون، من جامعة حلب. كما أُوفد ببعثة علمية إلى الصين. علي كده متزوج ولديه خمسة أولاد.
ويعتبر علي كده ناشطًا في إدارة المجالس المحلية في المناطق التي كانت خارج سيطرة النظام السوري، حيث تقلد مناصب قيادية عدة. أبرز هذه المناصب كان رئاسته لحكومة الإنقاذ السورية، التي تولى رئاستها خلال الدورات الثالثة والرابعة والخامسة بعد انتخابه من قبل هيئة تشريعية تسمى “مجلس الشورى العام”.
وكان علي كده يظهر بشكل متكرر إلى جانب أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، في اجتماعات مجلس الشورى العام. كما كان له دور بارز في تدشين مشاريع كبرى مثل طريق حلب – باب الهوى.
اقرأ أيضًا: وزير الخارجية السوري: مستقبل سوريا يعتمد على مشاركة الجميع ورفع العقوبات الاقتصادية