منوعات | حكم ترك العمل من أجل صلاة التراويح؟.. دار الإفتاء توضح

منوعات | 
                                حكم ترك العمل من أجل صلاة التراويح؟.. دار الإفتاء توضح

نستعرض معكم متابعينا متابعي جريدة مانشيت الكرام كل ما يهم الرجل والمرأة في العالم العربي، حيث نرصد لكم آخر المستجدات لحظة بلحظة، واليكم التفاصيل.

في شهر رمضان المبارك، يسعى المسلمون لتقوية علاقتهم بالله من خلال أداء الفروض والنوافل، ومن أبرز هذه النوافل صلاة التراويح التي تختلف في عدد ركعاتها وطول مدتها بين المساجد. بشكل عام، لا تقل مدة الصلاة عن 40 دقيقة تقريبًا، ويزداد الإقبال على المساجد خاصة في العشر الأواخر من الشهر.

حكم ترك العامل لمكان عمله

ويتساءل البعض عن حكم ترك العامل لمكان عمله أثناء ساعات العمل الرسمية للذهاب إلى صلاة التراويح، وهل يجوز معاقبته على ذلك، وهل تعتبر فترة صلاة التراويح جزءًا من وقت العمل الرسمي.

وأوضحت دار الإفتاء أن الموظفين والعاملين يتعاقدون على ساعات وأعمال محددة مقابل أجر معين، وهذا الأجر يُعطى مقابل احتباسهم في وقت محدد من أجل العمل. وعليه، لا يجوز لهم أداء أي عمل آخر يؤثر على جودة أدائهم في العمل، ما لم يكن ذلك متفقًا عليه عند التعاقد أو من ضمن العرف المتبع في العمل، مع استثناء الصلوات المفروضة وراتبتها وما يتطلبه ذلك من طهارة واستعداد.

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه إذا صرف العامل وقته في غير ما تعاقد عليه، فقد أخل بعقده، ويكون بذلك مُستوجبًا للذم شرعًا وعرفًا، فالناس ملتزمون بشروط عقودهم.

وأوضح العلامة البِجِيرمي الشافعي في “حاشيته” أن أوقات الصلاة المفروضة، وطهارتها، والراتب المرافق لها، وأوقات الأكل وقضاء الحاجة، مستثناة من الالتزام بالعمل، فيجوز أداء هذه الأمور في مكان العمل أو المسجد إذا كان الوقت متساويًا من حيث الراحة.

تعارض المستحبات مع واجب أداء المهام الوظيفية

إذا تعارض الواجب مع المستحب، يجب تقديم الواجب. على العاملين أداء المهام الموكلة إليهم، وهي واجب بموجب العقد بين الموظف وجهة العمل. وبالتالي، الانشغال عن العمل -حتى ولو بالعبادة المستحبة- حرام شرعًا، إلا إذا كانت اللوائح تسمح بذلك، لأن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة، بينما حقوق الناس مبنية على الدقة والالتزام.

كما أن صلاة التراويح هي سنة وليست فرضًا، ولا يأثم الشخص إذا تركها، لكن إذا تسببت في إهمال واجب أو فرض، فإنه يُلام شرعًا، مثل من يقرأ المصحف حتى يمر وقت الصلاة المكتوبة دون أن يؤديها.

مما سبق يتضح أنه لا يجوز للعامل ترك عمله أثناء ساعات العمل الرسمية بحجة الذهاب إلى صلاة التراويح ما دام مكلفًا بالعمل في تلك الفترة، إلا بقدر ما يُؤَدَّى فيه الفرض ويتطلب الاستعداد للصلاة. أما فيما يتعلق بعقابه، فيجب أن تكون وفقًا للوائح العمل المعتمدة، بشرط أن لا تتعارض هذه اللوائح مع الشريعة الإسلامية.

ويمكن للمسلم أداء صلاة التراويح في أي وقت من الليل سواء منفردًا أو جماعة حسب طاقته. وإن لم يستطع ذلك، فيمكنه قضاؤها في النهار بعد شروق الشمس حتى قبيل صلاة الظهر، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاته ورد الليل.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.