
في ظل التحديات التي تواجه بيئات العمل اليوم، يبرز دور القيم الإنسانية في تعزيز الإنتاجية وتحقيق التوازن بين الأداء والعلاقات الإنسانية. الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، أكد أن الرحمة في العمل ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي مبدأ إسلامي أصيل، مستشهدًا بقول الله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. وتحدث خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم" المذاع على قناة "الناس" عن أهمية تطبيق هذه القيمة في بيئات العمل، مشيرًا إلى أن التعامل برحمة بين الزملاء والمديرين والموظفين يسهم في خلق مناخ إيجابي يعزز الإنتاجية ويجلب البركة.
وأضاف الدكتور أبو عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا يُحتذى به في الرحمة حتى في إدارته للمهام، حيث استشهد بموقفه مع أنس بن مالك عندما تأخر في تنفيذ أمره، فلم يعنفه بل خاطبه بلطف قائلًا: يا أنيس، أذهبت حيث أمرتك؟، ما جعل أنس يستحي ويسرع في تنفيذ الأمر بحب وإخلاص. وأوضح أن الرحمة في العمل لا تعني التهاون، بل تعني الحزم المنضبط دون تجريح أو إهانة، مؤكدًا أن الكلمة الطيبة والتحفيز الإيجابي يحققان نتائج أفضل بكثير من القسوة والضغط.
ودعا أصحاب الأعمال والمسؤولين إلى مراعاة ظروف الموظفين والتعامل معهم بإنسانية، مشيرًا إلى أن الشركات التي تطبق مبدأ الرحمة في بيئة العمل تحقق نجاحًا أكبر، حيث يشعر الموظفون بالراحة النفسية، مما ينعكس على جودة الإنتاج. كما ذكر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه، مؤكدًا أن الإتقان لا يقتصر على جودة الأداء فقط، بل يشمل أيضًا حسن التعامل مع الآخرين، مما يجعل بيئة العمل أكثر راحة وسعادة.
بهذه القيم، يصبح العمل ليس مجرد مصدر للدخل، بل محطة لإشاعة الخير وتحقيق الأهداف المشتركة بأسلوب راقٍ وإنساني.
تعليقات