
في ظل أجواء شهر رمضان المبارك، حذر الشيخ أحمد خليل من خطورة الغيبة والنميمة، مؤكدًا أنها من الكبائر المحرمة في الإسلام، خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي يرتقي بالروح والأخلاق. وأوضح أن الغيبة تعني ذكر الإنسان بما يكره في غيابه، بينما النميمة هي نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد، مشيرًا إلى أن كليهما من الذنوب العظيمة التي نهى عنها القرآن الكريم والسنة النبوية.
واستشهد الشيخ خليل بقول الله تعالى: “وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ”، موضحًا أن الإسلام يحث على حفظ اللسان وعدم إيذاء الآخرين بالكلام. كما أشار إلى حديث النبي ﷺ الذي قال فيه: “رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ”، مؤكدًا أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل يشمل أيضًا تجنب كل ما يفسد الأخلاق ويؤذي الناس.
وأضاف أن بعض العلماء يرون أن الغيبة تبطل الأجر المعنوي للصائم، دون أن توجب عليه القضاء، مشددًا على أهمية الحفاظ على صفاء القلب ونقاء اللسان في هذا الشهر الكريم. ولفت إلى أن المسلم مُطالب بالتوبة والاستغفار إذا وقع في الغيبة أو النميمة، والسعي لإصلاح ما أفسده بالكلام الطيب والدعاء لمن اغتابه.
وشدد الشيخ خليل على أن رمضان فرصة ذهبية لتهذيب الأخلاق وتصفية النفس من كل ما يضرها، داعيًا المسلمين إلى استغلال هذا الشهر في تعزيز القيم الإيمانية وبناء علاقات اجتماعية قائمة على الاحترام والمحبة. فالصيام مدرسة تربوية لا تقتصر على الجوانب الجسدية فحسب، بل تمتد إلى تعزيز الجوانب الروحية والأخلاقية التي تجعل المسلم أقرب إلى الله وأكثر انسجامًا مع المجتمع.
تعليقات