رصد خسوف كلي للقمر في إفريقيا: الحدث الأول منذ 2022

رصد خسوف كلي للقمر في إفريقيا: الحدث الأول منذ 2022

استيقظ هواة الفلك في مختلف أنحاء العالم صباح الجمعة 14 مارس/آذار 2025 على حدث فلكي نادر، تمثل في خسوف كلي للقمر، حيث تحول القمر إلى اللون الأحمر الداكن فيما يُعرف بـ”القمر الدموي”. هذه الظاهرة، التي كانت الأولى من نوعها منذ مايو/أيار 2022، أثارت اهتمام الملايين وتمكنت من مشاهدتها عدة مناطق حول العالم، خاصة في القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى غرب القارة الإفريقية، حيث شهدت دول مثل موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وغرب ليبيا بداية الخسوف بشكل واضح.

يحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة، مع وقوع الأرض في المنتصف، مما يؤدي إلى دخول القمر في ظل الأرض وتحوله إلى اللون الأحمر بسبب انكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض. هذه العملية، المعروفة علمياً باسم “تبعثر رايلي”، هي نفسها التي تمنح السماء لونها الأزرق وتسبب في ظهور الشفق الأحمر عند الغروب.

بدأ الحدث في الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش، وتم تتبعه عبر بث مباشر من مرصد جريفيث في لوس أنجلوس، حيث رصد المراقبون تحول القمر إلى اللون الأحمر تدريجياً. ولعل الأكثر إثارة هو أن لون القمر أثناء الخسوف يعكس مدى نقاء الغلاف الجوي للأرض، حيث يؤدي التلوث إلى تقليل كمية الأشعة المنكسرة وبالتالي تقليل سطوع القمر.

وفي ظل هذا الحدث الفلكي الكبير، يتطلع العالم إلى حدث آخر قريب يتمثل في كسوف جزئي للشمس، والذي سيحدث في 29 مارس/آذار 2025، وسيكون مرئياً في شرق كندا وأوروبا وشمال روسيا وشمال غرب إفريقيا. ومن المهم الإشارة إلى عدم مراقبة الكسوف الشمسي بالعين المجردة دون استخدام نظارات خاصة، حيث يمكن لأشعة الشمس أن تسبب أضراراً دائمة لشبكية العين.

يُذكر أن مراقبة هذه الظواهر الفلكية لا تُعد مجرد متعة بصرية فحسب، بل هي أيضًا فرصة لفهمٍ أعمق لحركة الأجرام السماوية وتفاعلاتها. ويُتوقع أن يكون الخسوف القمري الكلي القادم، المقرر في سبتمبر/أيلول 2025، أكثر وضوحاً في مناطق وسط وشرق آسيا، مما يعطي فرصة جديدة لعشاق الفلك لمتابعة هذه الظاهرة المذهلة.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.