علي جمعة: يوضح حكم وضع المرأة العطر؟

علي جمعة: يوضح حكم وضع المرأة العطر؟



11:34 ص


السبت 15 مارس 2025

تطرق الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف، إلى مسألة استخدام العطور من الناحية الدينية، مؤكدًا أن وضع العطر فى حد ذاته ليس فيه شىء، لكن «كل شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده».

وقال المفتي الأسبق، إذا قلنا إنه يجب على المسلم عندما يذهب إلى المسجد أن يتزين لهذا الذهاب، فالعطر له أنواع ودرجات، وكل شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده».

وأضاف جمعة، فى برنامجه الرمضانى” نور الدين والدنيا” المذاع عبر القناة” الأولى المصرية”: العطور صُنعت من أجل الرائحة الطيبة، لكن لو كانت من أنواع معينة، ووضعت بطريقة ما وبكميات كبيرة، تنقلب فى هذه الحالة إلى شىء آخر غير الطيب».

وواصل: وضع العطر ليس فيه شىء، وهو إما أن يُوضع على الجسد، أو يُوضع على الملابس، أو يُنثر فى الهواء ويسير فيه الإنسان، وكل درجة من درجات هذا العطر تعطى رائحة وأثرًا مختلفًا عن الآخر.

وفيما يتعلق بالحديث النبوى” أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهى زانية”، قال عضو هيئة كبار العلماء: المسلمة فى ذاتها عفيفة تحب العفاف، وأيضًا تحب الطيب وأن تكون طيبة ونظيفة ورائحتها زكية، لكن لا نريد أن نخرج عن هذا العفاف.

وأوضح : النبى فى حديث (أيما امرأة استعطرت) رهن الحرمانية بشرط (تعطرت لأجل أن يشمها الناس)، أى وضعت العطر خصيصًا كى تلفت الأنظار لها وتجذب إليها قلوب الآخرين، مشيرًا إلى أن هذا الحديث النبوى قيد الوضع الذى رُتب عليه عدم قبول صلاتها وغيره من العقوبات الموجودة، فقط لمن تنوى الخروج عن العفاف.

وواصل: الله تعالى خلق المرأة تحب الزينة، وخلق الرجل أيضًا يحب الزينة، وأمر الرجل بالزينة صراحة مصداقًا لقوله (خذوا زينتكم عند كل مسجدٍ). كما أن شخصًا أتى إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال له: يا رسول الله إنى أحب أن يكون ثوبى جميلًا وأن يكون نعلى جميلًا وأن يكون كذا، فقال إن الله جميل يحب الجمال.

وأكمل: الزينة متعلقة بالمرأة لأنها أجمل من الرجل، ربنا، سبحانه وتعالى، خلقها وجعلها هكذا لأنها مصدر للحياة، فالرجل يخرج للعمل والرزق، والمرأة تخرج منها الحياة، وهذه التقسيمة الأساسية الأولى، والأنثى فى كل الحيوانات أيضًا رقيقة وتحب الجمال والزينة.

وشدد مفتى الجمهورية الأسبق على أن كل من خالف القرآن الكريم يكون مخطئًا، لافتًا إلى وجود ثقافات وأعراف تخالف كتاب الله، وتخالف وجهة النظر التى علّمنا الله إياها، مضيفًا: «هناك مجتمعات تسمى بالذكورية، تجعل المرأة وكأنها درجة ثانية، رغم أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: (النساء شقائق الرجال)، ورغم أن الله، سبحانه وتعالى، قال: (وَلَهُنّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلْرِّجَالِ عَلَيْهِنّ دَرَجَةٌ)».

وواصل: «الدرجة هنا عِندَ اجتماع الأسرة، وليس فيها تمييز نوعى، وإنما فيها تمييز إدارى للأسرة، فى ظل تكليف الرجل شرعًا بالإنفاق والسعى والعناية والرعاية والحماية، ما يجعله هو الأقرب للاتصال بخارج الأسرة مقارنة بالمرأة».

وأكمل: المسألة هنا إدارية وليست تمييزًا وفقًا للنوع، فالله، سبحانه وتعالى، كرم المرأة والرجل والإنسان بصفة عامة، مستشهداً بقول الله-تعالى-” ولقد كرمنا بنى آدم”، فلم يقل عز وجل” كرّمنا الرجال من بنى آدم، أو الذكور دون الإناث”.

وتابع: عندما يشيع عدم وضوح فى المفاهيم وتتغلّب الطبائع، ومع طبيعة الرجل الأقوى جسدًا من المرأة، يتغلب عليها ويقهرها، لكنه يُحاسب عند الله، سبحانه وتعالى، لأنه مخالف فى هذه الحالة، مشدداً على أن «الشرع هو المفتاح الذى نبحث عنه لكى نستطيع به أن نتعامل مع هذه الحياة الدنيا معاملة عادلة وفى نهايتها السعادة والأجر يوم القيامة.

طالع:

النشرة الدينية| أسئلة مثيرة عن الموت يجيب عنها علي جمعة.. وفتاوى مهمة عن الصيام والزكاة والعمرة

اقرأ أيضاً:

فيديو- كهف غامض بإندونيسيا يتوافد عليه الآلاف للمرور منه إلى مكة.. ما القصة؟

مفاجأة- علماء يدعون العثور على “سفينة نوح” التي أنقذت البشرية قبل 5 آلاف سنة

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.