
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة تحذيرات متكررة تشير إلى احتواء الإندومي على مواد مسرطنة تُهدد الصحة، مما دفع الدكتور فهد الخضيري، عالم الأبحاث الطبية البارز، للتدخل لتوضيح الحقائق العلمية بناءً على دراسات مُحكَّمة. فما هي حقيقة هذه الوجبة السريعة التي اجتاحت الأسواق العالمية منذ خمسينيات القرن الماضي؟
الإندومي والسرطان: فصل العلم عن الإشاعات
أكد الخضيري في تصريح حصري أن “لا صلة للإندومي بمرض السرطان”، مُستندًا إلى تقارير هيئة الغذاء والدواء السعودية والدولية التي تُجيز مكوناتها. وأشار إلى أن المادة المثيرة للجدل (أوكسيد الميثيلين) التي تم ربطها بمخاطر صحية في بعض الدول الآسيوية “غير مُدرجة في التركيبة المعتمدة بالمملكة”.
خبير طبي سعودي يزيح الغموض الإندومي ليست سمًّا قاتلًا ولكن “التناول المعتدل لا يشكل خطرًا، لكن الإفراط يُحول أي غذاء إلى تهديد صحي” – د. فهد الخضيري
المكونات الخفية: ماذا يوجد داخل الكيس؟
رغم نفي الخطر السرطاني، يُحذر خبراء التغذية من ثلاثة مكونات رئيسية:
مونو غلوتامات الصوديوم: محسن النكهة الذي قد يسبب الصداع عند الحساسية منه. نسبة عالية من الدهون المشبعة تصل إلى 17% من الحصة اليومية. نقص في الألياف والبروتينات الضرورية للجسم.
رأي طب القلب: القاتل الصامت ليس ما تظنه!
يدعم الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب، هذا التوجه: “المشكلة الحقيقية تكمن في النمط الغذائي، فاستبدال الوجبات الرئيسية بالإندومي يؤدي إلى نقص غذائي تراكمي”. وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن 34% من المراهقين في المناطق الحضرية يعتمدون على الوجبات سريعة التحضير أكثر من 3 مرات أسبوعيًا.
حكاية اختراع: من اليابان إلى العالم
تعود جذور هذه الوجبة إلى عام 1958، عندما طوّرها الياباني موموفوكو أندو كحلٍ لأزمة الغذاء في فترة ما بعد الحرب. اليوم، تستهلك المملكة وحدها أكثر من 1.5 مليار كيس سنويًا وفق إحصاءات 2023، ما يدعو للتأكيد على أهمية التوعية باستهلاكها الذكي.
دليل الاستهلاك الآمن: 5 نصائح ذهبية
عدم تجاوز مرتين أسبوعيًا كحد أقصى. إضافة مكونات طازجة (بيض، خضروات) لتعزيز القيمة الغذائية. تقليل استخدام بودرة التوابل الجاهزة. مراقبة تاريخ الصلاحية خاصة في المناطق الحارة. استبدال الماء المغلي بمرق منزلي خالٍ من المواد الحافظة.
في الختام، يؤكد الخبراء أن الاعتدال مفتاح التعامل مع أي غذاء صناعي. فكما قال أبقراط: “اجعل غذاءك دواءك”، لكن هذا لا يمنع من استمتاع عابر بالوجبات المفضلة بشرط الحفاظ على التوازن الغذائي.