20 صورة – من شارع الهرم إلى مسلسلات رمضان.. تاريخ الرقص الشر

09:15 م

الإثنين 03 مارس 2025

كتب- أحمد الضبع:

مع تزايد إقبال الجمهور على متابعة المسلسلات الرمضانية، تبرز بعض المشاهد التي تثير الجدل بين المشاهدين، ومنها ظهور الرقص الشرقي في العديد من الأعمال الدرامية، بما في ذلك رقصة الفنانة مي القاضي في مسلسل العتاولة 2، التي وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ”الجرئية”.

وربما لا يعلم الكثيرون تاريخ الرقص الشرقي في مصر، وكيف تطور من طقوس احتفالية في العصور القديمة، ووصل إلى القصور الملكية بشكل آخر، ومنها إلى المسارح، وصولًا إلى الأماكن التي يثير فيها الجدل اليوم، بما في ذلك بعض المسلسلات الرمضانية التي تعرض رقصات في سياقات مختلفة.

الجذور التاريخية للرقص الشرقي

يرجع تاريخ الرقص الشرقي في مصر إلى العصور القديمة، حين كانت النساء تؤدين حركات راقصة في الاحتفالات الدينية والمناسبات الاجتماعية، وفي تلك الحقبة، كان الرقص يُعتبر نوعًا من الطقوس الروحية التي تعبر عن الشكر والاحتفال بالحياة، حسبما أكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار.

ويرى “شاكر” في حديثه مع “مصراوي” أنّه بمرور الزمن، بدأ الرقص الشرقي يتطور ليصبح شكلاً من أشكال الأداء الترفيهي في القصور الملكية والبيوت الراقية، ثمّ بات حكرًا على فئات معنية من المجتمع دون غيرها.

من القصور إلى المسارح

وفي العصور الوسطى والحديثة، تطور الرقص الشرقي ليصبح جزءًا من الترفيه في القصور الملكية، فكانت الراقصات يتم دعوتهن لتقديم عروضهن في المناسبات الملكية والاحتفالات، وكانت الطبقة الأرستقراطية تعتبر هذا الفن تعبيرًا عن الرفاهية والرقي، وفقًا لأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بجامعة السويس الدكتور ميسر صلاح.

وأوضح “ميسر” في تصريح لـ”مصراوي” أنه في عهد الخديوي إسماعيل، أصبح الرقص جزءًا من البرامج الترفيهية في المسارح التي بدأت في الظهور بالقاهرة، ما أتاح لهذا الفن الوصول إلى جمهور أوسع.

شارع الهرم.. مركز الرقص الشرقي الحديث

وفي النصف الثاني من القرن العشرين، بدأ شارع الهرم بالجيزة يتحول إلى مركز للرقص الشرقي، حيث افتتحت العديد من الملاهي الليلية والكازينوهات التي احتضنت أشهر الراقصات.

وتعليقًا على ذلك، قالت الراقصة الشرقية والفنانة نجوى فؤاد، إنّ شارع الهرم كان المكان الذي احتضن الرقص الشرقي، ومعه تحوّلت الراقصات إلى نجمات تتنافسن على الشهرة والنجاح، وبات وجهة سياحية مهمة للباحثين عن العروض الفنية الشرقية الأصيلة.

في حديثها مع “مصراوي” أشارت نجوى فؤاد إلى أنّ الرقص الشرقي كان من الفنون التي يقدرها الشعب المصري، وظهر في الأعمال السينمائية بشكل “مهذب” كفن يعتمد على الموهبة، وليس معايير الجمال وحدها.

وأضافت أن الرقص الشرقي لم يقتصر على شارع الهرم فقط، بل انتشر أيضًا في الصعيد من خلال الأفراح واحتفالات المولد التي كانت تقام في الساحات العامة، وتنوعت فنونه من منطقة إلى أخرى.

من المحلية إلى العالمية

وأثر الرقص الشرقي المصري على العديد من الثقافات الأخرى، فقد انتشر عالميًا وأصبح يُدرّس ويُؤدى في العديد من البلدان، ولكن يبقى قلب هذا الفن في مصر، إذ لا يزال يمثل جزءًا من الهوية الثقافية للبلاد، وفقًا لمركز بحوث الفنون التقليدية والتراثية بوزارة الثقافة.