على مدار السنوات الأخيرة، اقتحمت برامج وتطبيقات المواعدة وغيرها من التطبيقات المشبوهة عبر الهواتف الذكية مساحة ليست بالصغيرة من عالم صغار السن والمراهقين والشباب في مصر، ممن يبحثون عن وسيلة لكسر الحواجز بينهم وبين الجنس الآخر؛ لإقامة علاقات عاطفية، إلا أنه خلال الأشهر الماضية تزايدت وتفشت ظاهرة تلك التطبيقات بصورة فجة؛ حتى باتت جميع منصات التواصل الاجتماعي التي نستخدمها أناء الليل وأطراف النهار مركزًا للترويج لمثل هذه التطبيقات الضارة مجتمعيًا والمخالفة لتشاريع الأديان السماوية، مُستهدفة حجر أساس المجتمع ومصدر رفعته ألا وهم المراهقين والشباب.
ويشير انجذاب الصغار ومراقهي وشباب أوطاننا العربية إلى هذه التطبيقات المشبوهة بمختلف أنواعها إلى عدد من التساؤلات التي تدور في أذهان الكثير منا حتى وإن لم نبح بها، وهي عن سبب اندافع هذه الفئة الكبيرة من المجتمع وأغلبهم ممن هم في مقتبل حياتهم العملية إلى منصات ومواقع الإنترنت الخبيثة، وهل للوللدين ودورهم التربوي سببًا في هذا الوضع المأساوي والذي بات يتنشر انتشار النار في الهشيم؛ ليهدم شباب أوطاننا العربية؛ ليشتت شملها ويطمس هويتها. فكان لـ«» هذا الحوار مع استشاري العلاقات الأسرية «هبة الصباحي» لتتحدث من خلاله عن بعض من هذه التساؤلات وتتطرق بالحديث عن الدور المنوط على الأسر المصرية؛ لحماية ذويهم من خطر مواقع الإنترنت المشبوهة وغيرها من مفسدات المجتمع.
استهلت «الصباحي» حديثها لـ«» بالتعقيب عن سبب اضمحلال الأخلاق والقيم في مجتمعاتنا العربية خلال الوقت الراهن بصورة متزايدة عن ذي قبل وقالت: «نحن الآن في صدد حرب دامية تقودها دول العالم الرابع والخامس؛ لطمس هويتنا العربية؛ من خلال إدارتهم لمنصات التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر وللأسف على عقول شبابنا وتتحكم بهم بشكل كامل».
وتكمل: «تعد العولمة والتعليم المستعمر إحدى الأسباب الرئيسية التي ساقت صغارنا وشبابنا إلى طريق الخطر، فأخذت سلوكياتهم تتوارى مع الوقت، في ظل اضمحلال أُسس التربية التعليم السليمة، فيجب أن ننهض ونتكاتف؛ لمواجهة مثل هذه التحديات المصيرية والتي يتحتم على كل ذي مسؤولية تتعلق بملف التربية استشعار نقوص خطرها على الأمة العربية؛ لأنها خطط خطرة ومحكمة تستهدف أهم فئة في مجتمعاتنا العربية ألا وهم الشباب، ممن يحملون على عاتقهم مسؤولية نهضتها ورقيها».
تتابع «الصباحي» حديثها لـ«» وتوضح: «مسؤولية التربية لا تقتصر على الأم فقط بل هي مسؤولية وواجب مشترك بين الوالدين، ممن يتوجب على كلايهما متابعة ذويهم باستمرار وإشباعهم بمثل القيم والأخلاق الصحيحة؛ من خلال الاهتمام بتعليمهم أفضل تعليم وحث الوعي الإيجابي بداخلهم من الصغر؛ وزرع التعاليم الدينية في قلوبهم؛ لتفادي انسياقهم إلى منصات التواصل الاجتماعي المشبوهة أو اضطراب أخلاقهم مع متغيرات الحياة ومواكبتهم لها».
تضيف: «يستحب أن ينشأ أطفالنا على ما نشأ عليه والديهم، من خلال متابعة أعمال درامية وكرتونية هادفة تعزز فيهم الأخلاق السامية، فالأطفال كلما كان سنهم صغير يسهل على الوالدين تشكيلهم جيدًا، من خلال إرشادهم إلى أفضل السبل التي تزيد من وعيهم العلمي، والتربية لا تشمل فترة النشأة والمراهقة وكفى وإنما هي واجب مفروض على الوالدين تجاه أبنأئهم حتى وبعد فترة زواجهم».
تكمل: «يجب أن تنشأ الأم أطفالها على تقدير أهمية الوقت وقيمته وعدم تضييعه في التفاهات ومالا ينفع، كما أن التربية لا تشمل ترعرع الصغار على الخلق والقيم والتعاليم المثلى قط، بل يجب أيضًا الاهتمام بالتربية الجسمانية، فإنني أتعجب من عدد الأطفال الكبير ممن هم يعانون من التخمة والسمنة، وهذه كارثة تتحملها الأم، فهي المسؤولة على صحة أطفالها وتحديد نمط ما يأكلونه حتى لا يكونوا عرضة لهذا الأمراض في مقتبل حياتهم».
“بالطبع لا، التربية والتعليم يتحمل المعلم في المدرسة جزء كبير منها، فهو مسؤول مسؤولية لا تقل في وطأتها عن دور الأسرة في المنزل، فيجب على كل معلم ومعلمة تنشأة طلابهم على أسس تعليمية وتربوية سليمة تحصنهم من مغريات الاندفاع إلى طريق الشُبهات».
“مساندة وتربيتهم الأطفال لا تكون بالعشوائية إنما تحمل عدة محاور” تقول «الصباحي» لـ«»: تحمل المساندة التربوية ثلاث محاور، أولهما المساندة الداخلية: وهي تأسيس الأطفال وصغار السن على تحمل المسؤولية والثقة بأنفسهم وقت الصعاب، ومجارة تطورات الحياة بشكل جيد، والاعتماد على الذات، وإعاطئهم مساحتهم من الاستقلالية تحت ضوابط، وثانيهما المساندة الخارجية: من خلال التقرب منهم وتقبيلهم ومتابعة ما يحبونه وتشيجيعهم عليه وزرع مظاهر الألفة والمودة والحنان في قلوبهم، ثالثهما المساندة الحميمية: من خلال تعامل الوالدين مع بعضهما البعض بصورة جيدة تنعكس بالإيجاب على ذويهم».
“يجب أن يعي الأطفال بأن سفر الأب إلى الخارج ليس تهربًا منه من المسؤولية إنما يكون؛ بهدف تأمين مستقبلهم وتلبية متطلباتهم اليومية من مأكل وملبس وحياة كريمة؛ وهنا يأتي دور منصات التواصل الاجتماعي ممن تتيح للأبناء التواصل مع أبنائهم من الخارج من خلالها، والبعد لا يعد عائقًا في التربية طالما أن حجر الأساس مُشيد من الصغر».
وفي نهاية حديثها مع «» تؤكد «الصباحي» أن منصات التواصل الاجتماعي مثل السكين في المطبخ إما أن يستغل فيما ينفع الإنسان مثل قطع فاكهة أو لحوم؛ ليتناولها وإما يكون مصدرًا؛ لارتكاب الجرائم، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل هذا السكين فهي سلاح ذو حدين إما أن تستخدمها الأطفال والشباب فيما يفيد، وإما أن تكون وسيلة إلى دخول عالم التطبيقات المشبوهة والفيصل في هذا كله هو التربية التي ترسم طريق الإنسان في طريقة تعامله مع مثل هذه المنصات أو الإنترنت بشكل عام.
حرص النجم عمرو دياب على تقديم الدعم والمساندة لزميله الفنان عمرو مصطفى، وذلك بعد إعلان…
كشف المهندس إبراهيم مكي، رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، عن تنفيذ 10 مشروعات كبرى جديدة…
في عالم العناية بالبشرة، أصبح استخدام المنتجات الطبيعية اتجاهًا متزايدًا بين النساء الباحثات عن الجمال…
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن يوم السبت الموافق الأول من شهر مارس لعام ألفين وخمسة…
كشف الدكتور محمد هارون، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“، عن رأيه بشأن التطورات التي…
برج السرطان (22 يونيو - 22 يوليو)، ويتميز مولود السرطان بأنه حدسي، عملي، لطيف، نشيط،…