الدكتورة مروة نوح لـ«»: رمضان شهر مثالي لتعزيز الصحة وإنقاص الوزن

مما لا شك فيه أن العناية بالصحة، من أكثر ما يهم الناس في حياتهم اليومية؛ ولكي يتمتعون بجسمٍ سليم وعقلٍ راجح، لابد عليهم الاهتمام بأنظمتهم الغذائية ومراعاة كل ما يدخل بطونهم من مأكل ومشرب، بإلا يعود على أجسامهم بالضير والسوء والدخول في دوامة لا تنتهي من معضلات زيادة الوزن والتخمة في ظاهرة تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حتى باتت أمر واقع يعايشه أناس كثيرون حول العالم.

في ظل محاولة الناس المستمرة ممن يعانون من معضلات كُثر في تحقيق التوازن الغذائي؛ مما يجعلهم مصيدة للسمنة وزيادة الوزن؛ فها هو شهر رمضان يقترب، والذي يعد فرصة ذهبية لذوي الأوزان المتزايدة، بأن يستغلوا هذا الشهر، في إنقاص وزنهم بشكل سريع ومتوازن تحت ضوابط غذائية محددة.

لذا توجه «» ببعض الأسئلة للدكتورة «مروة نوح» استشاري التغذية العلاجية، وعضو الجمعية الأوروبية للتغذية الإكلينيكية؛ للحديث معها حول بعض الأمور الخاصة بأنسب الأطعمة الصحية التي يُحبذ تناولها خلال وجبتي السحور والإفطار خلال شهر رمضان؛ لضمان صيامٍ آمن وصحيح، والمسار الذي لابد أن يتبعه ذوي الأوزان المتزايدة؛ لاستغلال هذا الشهر في إنقاص وزنهم.

• حدثينا عن الضوابط الصحية و الأطعمة التي يُستحب تناولها خلال وجبتي السحور والإفطار في شهر رمضان وصداها على مُتبعيها؟

لابد من استغلال شهر رمضان بصورة مثلى لممن يعانون مم معضلات عسيرة في إنقاص وزنهم، أو يبحثون عن الوصول لجسم مثالي؛ وهذا يتحقق من خلال الالتزام والمضي على تناول وجبات طعام صحي متكامل في عناصره الغذائية خلال وجبتي السحور والإفطار.

ففي وجبتي السحور والإفطار يُنصح بتناول أطعمة تكون مُشبعة لأطول وقت ممكن، وتمد الجسم بالطاقة طوال فترة الصيام، بحيث لا يشعر متناوليها بالجوع، وفي الوقت ذاته تفي بمتطلبات الجسم بالعناصر التي يحتاجها.

وتعد وجبة السحور هي أهم وجبة خلال الصيام في رمضان؛ فهي التي تمنحنا الطاقة والقدرة على تحمَل مشقة الصيام في اليوم التالي، وعليه ينبغي أن تكون هذه الوجبة صحية ومتوازنة، غنية بالبروتين والكربوهيدرات المُعقَدة والألياف، وخالية من السكريات والملح كي لا نُصاب بالعطش خلال نهارات الصيام، وأفضل الأطعمة الصحية التي يمكننا تناولها في السحور هي بالتأكيد الزبادي والبيض والفول والبطاطا.

وفي الأفطار، يُنصح بأن يستهله الناس بتناول ثلاث تمرات مع الشوربة منزوعة الكريمة، وعدم الإفراط في تناول النشويات والأطعمة المحمرة أو عالية البهارات، والعصائر ذات السكريات المُضافة، ويُحبذ بتناول أطعمة تعج بالبروتين مع أكل السلطة وثمرات الخضار والفواكه المجففة بديلًا عن الحلويات المُحملة بالسكر الأبيض الخطير على الجسم.

• وما الأنشطة التي تنصحين بها الناس خلال شهر رمضان والتي تساعد على إنقاص وزنهم؟

أنصح بممارسة الرياضة وأسهلها المشي قبيل وقت الإفطار بفترة وجيزة؛ لأن الجسم في هذا الوقت يلجأ إلى الأخذ من مخزون الدهون والابتعاد عن الاستعانة بمخزون الجلوكوز في الدم، مما يعود بالإيجاب على صحة الجسم ويساعد مرضى السمنة والتخمة وذوي الأوزان المتزايدة على إنقاص وزنهم، فشهر رمضان يعد شهرًا من أفضل شهور العام في تحقيق توازن حياتي في كافة أنشطة اليوم بالنسبة للصائم.

وإن لم يتثنى المشي قبيل وقت الإفطار لدى بعض الناس فيمكن استبداله بالمشي عقب تناول الإفطار بثلاث ساعات أو قبيل تناول وجبة السحور.

• وماذا عن مخاطر تناول الحلويات خلال شهر رمضان؟

لا أُحبذ تناول الحلويات الرمضانية بشراهة ودون حساب خلال هذا الشهر بالنسبة للأصحاء، ولو أرد البعض تناولها فعليهم بتناول كميات بسيطة ” قطعة قد كف الإيد” ثلاث مرات إسبوعيًا كحد أقصى، لما تعود به هذه الحلويات بالسلب على صحة أجسامهم، فالسكر الأبيض على سبيل المثال والذي يعد أساس هذه الحلويات يسبب إدمانًا لمتناوليه، فلا يستطيعون التخلي عنه، كما أن رمضان يتبعه عيد الفطر حيث تناول سلة أخرى من الحلويات كالكحك والبسكويت، وجيمعها أطعمة تضر الجسم بشكل كبير وتسبب زيادة في الوزن؛ لما تحويه من نسب عالية في الكوليسترول، وضرر كبير وخاصة لممن يعانون من مرض السكر، وهذا ما قد يسبب خطر كبير على صحتهم.

• وكيف يمكن استغلال هذا الشهر في اتباع ريجيم يعمل على إنقاص الوزن لممن يعانون من التخمة أو يسعون إلى الوصول لجسم مثالي؟

في عام 2020، نال ريجيم الصيام المتقطع أفضل نظام ريجيم في العالم، وهو نسخة طبق الأصل من صيام شهر رمضان، إلا أننا نتعامل مع نظامنا الغذائي خلال شهر رمضان بصورة سيئة، فشهر رمضان شهر مثالي؛ لتعزيز الصحة وإنقاص الوزن شريطة أن نوازن فيه من تناول الوجبات الصحية كما شرحت لك؛ وهو ما سيُمكن كل ساعٍ في إنقاص وزنه إلى تحقيق مراده، وهذا يأتي من خلال الحد تمامًا من تناول أطعمة تعج بالنشويات البيضاء كالسكر والدقيق الأبيض، مع التقليل تمامًا من تناول الفطائر والحلويات التي تكثُر خلال هذا الشهر خلال وجبة الإفطار، ومراعاة ضبط السعرات الحرارية ومعدلات الحرق، وإمداد طاولة السحور الإفطار بأطعمة ذات مكونات طبيعية، فجميعها أمور تساعد على إنقاص الوزن بشكل فعال، وإمداد الجسم بالطاقة خلال هذا الشهر وعدم الشعور إطلاقًا بالخمول والهذيان أثناء فترة الصيام والتي تمتد طوال ساعات النهار.

وصحيح أن الإغراءات تكثر في شهر رمضان، فهناك الحلويات والعزومات التي لا تخلو من أشهى أصناف الطعام؛ لذا أنصح بالتركيز على نوعية الأكل الذي ينبغي أن نتناوله في وجبات الإفطار والسحور؛ أولًا بالبروتين والسلطة الغنية بالخضروات والحبوب ثم الشوربة، ولا مانع من تحليةٍ خفيفة بعد ساعات من الأكل وبكميةٍ قليلة كما أشرت إليها، وألا ننسى شرب الماء بكثرة؛ لترطيب الجسم ومساعدته على الهضم والراحة بعد الأكل.