توقّع مهنيو السمك غياب انخفاضات في الأسعار خلال فترة شهر رمضان، سواء تعلق الأمر بالأسماك التي تجذب الطبقة الفقيرة أو من جهة الأغنياء والميسورين المملكة، لعوامل ضعف المخزون مقابل الطلب المنتظر أن يكون مرتفعا.
وعلى الرغم من انقضاء فترة الراحة البيولوجية ومبادرة الوزارة الوصية الموسمية لتوفير السمك بـ”ثمن معقول”، فإن المهنيين بالمصاييد الشمالية والجنوبية اشتكوا من استمرار ضعف المخزون، خاصة المتعلق بـ”السردين”.
وتذهب مؤشرات المهنيين إلى أن الطلب المرتفع قد “يزيد من حجم الضغط على هذا المخزون؛ وبالتالي إمكانية حدوث زيادات جديدة، أو بقاء الأسعار مرتفعة كما اليوم، دون تسجيل انخفاضات في هذه الفترة”.
حمزة التومي، فاعل مهني في قطاع الصيد البحري رئيس اتحاد تعاونيات “أسماك موانئ الصحراء”، قال إن “مدينة العيون، التي تعد منبع كمية كبيرة من السردين، تعيش، اليوم، نقصا كبيرا من حيث المخزون”.
وأضاف التومي، في تصريح لهسبريس، أن أنواعا أخرى من الأسماك “لم تعد تسجل كميات السنوات الماضية، وأصبحت أسعارها تتأثر بقوة بالعرض والطلب”.
وتوقع المهني بالقطاع، في شهر رمضان، أن “يبقى سعر السردين مستقرا حاليا أو مرتفعة تدريجيا دون انخفاضات طبقا لحالة المخزون في ميناء العيون، وتأثير العرض والطلب بموانئ الشمال”.
وتابع: “في الشمال كما الجنوب يوجد مخزون ضعيف من الأسماء السطحية الذي سيواجه ببساطة طلبا مرتفعا”.
وحسب المتحدث، فإن سعر السردين في الأسواق المحلية في العيون وطانطان يصل إلى حوالي 20 درهما، في ظل استمرار المضاربات العلنية بين التجار في أسواق الجملة.
وبخصوص أنواع الأسماك الأخرى، تابع التومي: “لم يعد هناك اختلاف بين مستهلكي الأسماك من الفقراء والميسورين والأغنياء بالمغرب؛ الكل يعيش على وقع الزيادات والأثمنة المرتفعة”.
وأوضح رئيس اتحاد تعاونيات “أسماك موانئ الصحراء” أن “حجم الطلب يرتفع عادة خلال الأسبوعين الأول والثاني من رمضان على جميع أنواع الأسماك التي بدورها أسعارها مرتفعة حتى قبل هذا الشهر الفضيل”.
وبخصوص مبادرة “الحوت بثمن معقول”، توقع المتحدث أن “لا تؤثر على الأسعار بسبب وجود استغلالات لها من أجل بيعها سواء بأسعار عادية وليس منخفضة”.
من جهته، سجل محمد المنصوري، نائب رئيس المجلس الإداري للكونفدرالية المغربية لتجار السمك بالمغرب، أن “سعر السردين حاليا يتراوح بين 10 دراهم و15 درهما بالموانئ في ظل استمرار معضلة المخزون الضعيف للغاية”.
واعتبر المنصوري لهسبريس أن هذا المنتج “مفقود” حاليا في المياه المغربية، وفي رمضان ينتظر أن يترفع الطلب بشكل كبير للغاية.
وفي هذا الصدد، تابع: “يصعب وضع صورة واضحة عن أسعار السمك في شهر رمضان؛ لكن المؤشرات الحالية واضحة حيث المخزون ضعيف للغاية والطلب سيرتفع وهي ستؤثر على الأسعار دون شك”.
وفيما يتعلق بأنواع الأسماك الأخرى، أورد المهني ذاته أنه “يمكن لمبادرة الوزارة بتوفيرها بثمن معقول أن تحدث تنفسا جزئيا فيها، وكذا رغبة المهنيين في بيع الأسماك المجمد سواء بالربح أو الخسارة”.