أعاد استمرار “الحرمان” من مساعدات ودعم إعادة الإعمار العشرات من المتضررين من هزة الثامن من شتنبر 2023 إلى مقر البرلمان المغربي لرفع مطالب ظلت لسنة وستة أشهر “بدون إجابات”، تشمل تعميم التعويضات على كافة ضحايا هذه الكارثة الطبيعية، و”البت في التلاعبات بملفاتهم”، فضلا عن تمديد صرف هذه التعويضات، وتسريع وتيرة إعادة الإعمار، وهي المطالب التي تتلخص في “التنزيل السليم لتعليمات الملك الواردة في بلاغ الديوان الملكي المعلن للتعويضات”.
وردد المتضررون الذين لبوا نداء “التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز”، خلال وقفتهم الاحتجاجية، شعارات قوية “تنادي برفع الحيف من خلال صرف مساعدات برنامج إعادة الإعمار”، منها: “الضحايا فينا هوما والمسؤولين فينا هوما” و”كفى من الحكرة”، فضلا عن تجديد المطالبة بالإفراج عن رئيس التنسيقية، الناشط سعيد آيت مهدي.
وقال منتصر إثري، عضو التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز، إن “هذه الوقفة، السادسة من نوعها التي ينظمها المتضررون بمدينة الرباط، غرضها بعث رسالة واضحة هي تعميم التعويضات التي أمر بها الملك محمد السادس لفائدتهم؛ فمع الأسف رغم مرور سنة وستة أشهر على الكارثة، ما زالت الآلاف من الأسر محرومة من هذه التعويضات، موازاة مع مقاساتها ظروفا لا إنسانية داخل الخيام البلاستيكية”.
وأضاف إثري، مصرحا لهسبريس خلال الوقفة، أن التنسيقية “أجلت سابقا الوقفة الاحتجاجية التي كانت تعتزم خوضها في 27 يناير الماضي كبادرة حسن نية من أجل ترك الفرصة للسلطات المحلية والإقليمية للتدارك، إلا أنه مع الأسف لم تتفاعل هذه الجهات مع مطالب المتضررين بالإنصاف”، مشددا على أن “هؤلاء لا يطالبون سوى بشيء واحد، هو تطبيق ما جاء في بلاغ الديوان الملكي بتاريخ 14 شتنبر”.
وأورد المتضرر من زلزال الحوز أن “الأسر غير المستفيدة من المساعدات المالية المقررة بموجب برنامج إعادة الإعمار، دخلها بسيط للغاية، ولا تقدر على تدبر مبالغ مالية مهمة بقيمة 40 ألف درهم لبناء الأساس، ما جعل الكثير منها يعاني للحصول على الدفعات المتبقية من الدعم، إذ يعد إكمال الأساس شرطا ضروريا لذلك”، مذكرا بأن “أسرا محيت منازلها بالكامل استفادت من 80 ألف درهم فقط”.
لذلك، يقول المصرح نفسه، فإن “هذه الوقفة تنشد إزالة العراقيل التي تحول دون تسريع وتيرة إعادة الإعمار، بما في ذلك الإدارية، وتمديد مساعدات إعادة الإعمار بالنسبة للأسر المستفيدة، فضلا عن توسيع قاعدة المستفيدين لتشمل كل المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية”.
خالد أجداع، من دوار تنصغارت بجماعة أسني، إقليم الحوز، ذكر أن “هذه الوقفة الاحتجاجية غرضها إيصال المعاناة التي يلاقيها المتضررون المحرومون من المساعدات إلى الجهات المعنية”، موردا أن “دوار تنصغارت، مثلا، من بين الدواوير التي أقصي بها الكثير من ضحايا الكارثة بفعل التلاعبات التي تخللت تدبير حصر المتضررين”.
وأضاف أجداع، ضمن تصريح لهسبريس على هامش الوقفة، أن “هذه التلاعبات التي يقف وراءها عون سلطة، كان من نتيجتها استفادة بعض الأشخاص بدون وجه حق، إذ إن لديهم دورا كانت مهجورة أو تستغل كحظائر للبهائم”، مبرزا أن “المقصيين أعيتهم الشكايات المرفوعة إلى السلطات المحلية والإقليمية وعدة جهات رسمية دون أن يتلقوا أي إجابات أو استجابة لمطالبهم”.
وتأسف عزيز تيحات، متضرر من دوار أمنيتر بجماعة تلوات في ورزازات، لأن “مشاكل الزلزال تأبى أن تنتهي”، بتعبيره، قائلا: “طيلة مدة الإقصاء من الدعم، توجه المتضررون بالدوار، وعددهم 12، إلى جانب آخرين من الدواوير القريبة إلى القيادة والعمالة فرفعوا ملتمسات عدة، غير أنها جميعها قوبلت بالوعود الكاذبة”.
وأورد تيحات، مصرحا لهسبريس على هامش الوقفة، أن “الساكنة المتضررة ملت طرح مواعيد لزيارة اللجان التقنية من أجل إعادة إحصاء المتضررين المقصيين من الاستفادة من الدعم، دون أن يتم الوفاء بها”.
لذلك، شدد المصرح نفسه على أن “هذا الوضع بات يستدعي تدخلا من قبل جلالة الملك محمد السادس من أجل إنصاف هؤلاء المتضررين الذين قدموا من مناطق عديدة احتجاجا على عدم تعويضهم بسكن لائق عن منازلهم المفقودة بسبب كوارث طبيعية”، مؤكدا أن “قاعدة المتضررين واسعة وكبيرة، غير أن فئة مهمة منهم لا تستطيع القدوم بسبب الظروف المادية واللوجيستيكية غير المواتية”.