تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هجماتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا ضرب الجنود وضباط الجيش الإسرائيلي باستخدام أسلحة الاحتلال نفسها.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية، رغم الحصار وانقطاع الإمدادات العسكرية، أن تواصل عملياتها بشكل فعال، في وقت يواصل فيه الاحتلال تلقي دعم عسكري أمريكي ضخم.
وفي اعترافات لعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي، أشير إلى أن حماس تتمكن من استخدام الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة في تصنيع عبوات ناسفة، مما يثبت قدرة الفصائل الفلسطينية على استغلال المعدات الحربية التي تُترك وراءها خلال المواجهات. هذا يعكس تحسّن القدرة القتالية للمقاومة، رغم القيود المفروضة على إمدادات الأسلحة.
من جهته، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، توجيهات للجيش من أجل إعداد خطة شاملة لهزيمة حماس بشكل كامل في قطاع غزة في حال فشل محادثات وقف إطلاق النار. جاءت هذه التوجيهات بعد تقييم عسكري ليلي مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول هيرتسي هاليفي، وعدد من الضباط الكبار في الجيش. وأوضح كاتس أن الجيش يجب أن يكون جاهزًا لتنفيذ خطط سريعة وفعالة إذا لم يتم الوصول إلى اتفاق حول إطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين بحلول فترة تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب في 20 يناير.
وأكد كاتس على ضرورة تجنب “حرب استنزاف” قد تؤدي إلى خسائر فادحة دون أن تحقق أهداف الحرب الاستراتيجية. وشدد على أن نجاح الحرب يتوقف على القضاء على البنية التحتية العسكرية لحماس وإنهاء حكمها في غزة. كما أضاف أن الحل السياسي في غزة لن يكون ممكنًا دون سحق حماس بشكل كامل، وأن أي طرف آخر لن يتحمل مسؤولية إدارة الحياة المدنية في القطاع في حال استمرار حكم الحركة.
الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة في تنفيذ خطط الهزيمة الكاملة لحماس، مع استمرار العمليات العسكرية التي تستنزف القوات بشكل تدريجي. وحسب المراسل العسكري الإسرائيلي، دورون كادوش، يبدو أن وزير الدفاع يعتقد أن الجيش الإسرائيلي لم يتحرك بالسرعة الكافية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، بل تم جرّه إلى حرب استنزاف قد تطيل الأمد دون تحقيق نتائج حاسمة.
المقاومة الفلسطينية في غزة تواصل تصديها لقوات الاحتلال، مستخدمة تكتيكات متطورة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الإسرائيلية نفسها. في الوقت نفسه، تستمر إسرائيل في وضع خطط عسكرية مكثفة لهزيمة حماس بشكل نهائي، في ظل ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بـ “حرب استنزاف” قد تكون مكلفة للغاية.