Categories: منوعات

القضاء يحكم على مؤسسة بنكية بتسليم المال إلى زبون “عاجز عن التوقيع”

حكمت المحكمة الابتدائية بالناظور على بنك بتسليم زبون مسن جميع أمواله المودعة لديه، تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 200 درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ، وذلك بناء على دعوى استعجالية تقدم بها المعني بالأمر عقب إصابته بمرض الرعاش وفقدانه الحركة، حيث رفض البنك تسليمه معاش تقاعده بسبب عدم تطابق توقيعه مع نموذج التوقيعات الممسوك لدى المؤسسة البنكية.

وكشفت تفاصيل الحكم القضائي المثير للجدل تقدم الزبون المشتكي، المصاب بمرض الرعاش، بمقال افتتاحي إلى رئيس المحكمة الابتدائية بالناظور، بصفته قاضيا للمستعجلات، وباعتبار حالة الاستعجال المتمثلة في رفض البنك تسليمه أمواله، التمس من خلاله إلزام المؤسسة البنكية بتسليمه المبالغ المودعة بحسابه المفتوح، وذلك بحضور مأمور إجراءات التنفيذ، تحت طائلة التهديد المالي محددا في مبلغ ألف درهم يوميا، فيما أرفق دعواه بمحضر معاينة وصورة شمسية لشيك بنكي خاص بالمدعي، مع شهادة طبية أدلى بها لاحقا.

وتفاعلت المؤسسة البنكية مع الدعوى الاستعجالية المرفوعة ضدها، بالتزامها بأخذ الاحتياطات الضرورية في مثل حالات الزبون المريض بمرض الرعاش، تفاديا لأي عملية احتيال عليه، خصوصا أن عمره ومرضه يوحيان بانعدام أهليته المدنية، ما يفرض إحالته على خبرة طبية إخلاء لمسؤوليتها في الحفاظ على أمواله، مضيفة أن الزبون المدعي له من الوسائل البديلة، مثل البطاقة البنكية والتوكيل والتحويلات البنكية الإلكترونية والبصمة، ما يكفي لاستغلال أمواله وتحقيق غاياته، حيث أشعرته لتفعيل هذه الوسائل دون جدوى، ذلك أنه أصر على سحب معاش تقاعده دفعة واحدة.

وأفادت حيثيات الحكم، اطلعت عليها هسبريس، باستناد رئيس المحكمة الابتدائية بالناظور إلى الفصلين 149 و152 من قانون المسطرة المدنية لتأكيد دور القضاء المستعجل في رفع أي ضرر فادح حال ومستمر يطال ذمة مالية لشخص معين، وإثبات الحاجة الماسة للزبون، المقيم في دار لرعاية المسنين حاليا، في سحب أمواله من حسابه الجاري الموطن لدى المؤسسة البنكية لتغطية احتياجاته اليومية المختلفة، في أي وقت ومتى شاء ذلك، وتحت أي ظروف، مرتكزا على أن رفض تسليم المدعي المبالغ المودعة في حسابه البنكي بسبب عدم قدرته على التوقيع لأسباب صحية، معززة بوثائق، يعد ضررا فادحا ومستمرا يقتضي تدخل قاضي المستعجلات.

واعتبر القاضي في حكمه أن المؤسسة البنكية لم تجادل في هوية المدعي باعتباره صاحب الحساب البنكي الموطن لديها، وبالتالي ليس لهذه المؤسسة أي حق لمنع الزبون من الوصول إلى أمواله المودعة لديها، لا سيما أن الحساب المذكور مخصص لتحويل معاش تقاعدي، وله طابع معيشي، مشددا على أن المرض الناتج عن الرعاش وفقدان الحركة ليس مبررا كافيا لسلب حق المدعي في سحب أمواله أو إعاقته، طالما أنه بإمكان المؤسسة البنكية التحقق من هويته، علما أن الغاية من نموذج التوقيع هي ضمان التحقق من صدوره عن الشخص المعني بالمعاملة.

ابراهيم الابيض

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.

Recent Posts

شبح الإيقاف سيستمر في تهديد سداسي الريال

هاي كورة – النظام الجديد للإيقاف بسبب البطاقات الصفراء في دوري الأبطال لهذا الموسم ،…

19 دقيقة ago

تمويل شخصي سريع في السعودية، احصل على 19,000 ريال بدون تحويل راتب وبأقساط ميسرة

بدأ البحث حول تمويل شخصي سريع في السعودية، بشكل كبير على محركات البحث خلال الأيام…

27 دقيقة ago

بعض لاعبي مانشستر يونايتد يفقدون الثقة في نظام أموريم …!

هاي كورة – تزايدت المخاوف داخل صفوف مانشستر يونايتد مع استمرار تراجع النتائج والأداء تحت…

38 دقيقة ago

الليرة تنتعش من جديد.. سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم الأثنين 24 فبراير 2025 بالبنوك والسوق السوداء

تباين سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم الأثنين الموافق 24 فبراير الحالي 2025 وذلك مع…

39 دقيقة ago

نقابة UMT تختم المؤتمر الوطني

اختتم الاتحاد المغربي للشغل أشغال مؤتمره الوطني الثالث عشر، الذي انعقد بالمقر المركزي بالدار البيضاء…

43 دقيقة ago

إبراهيم الدراوي في ” الأسبوع” .. حوار صريح مع أسرة التحرير حول قضايا الصحافة ورهانات المستقبل

قام الصحفي والكاتب إبراهيم الدراوي، المرشح لانتخابات نقابة الصحفيين فوق السن، بزيارة مقر جريدة «الأسبوع»…

45 دقيقة ago