في مشهد مليء بالإثارة والتشويق، نجح الشاب اليوناني كونستانتينوس كاريتساس في سرقة الأضواء بعد تسجيله هدفًا رائعًا لصالح منتخب بلاده في مرمى أسكتلندا ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية. بفضل هذا الهدف، تمكن اللاعب من تحطيم رقم قياسي ظل صامدًا لعدة سنوات، ليبدأ فصلاً جديدًا في مسيرته يجعله أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأوروبية.
إنجازات تاريخية ومسيرة لافتة
لم يكن هدف كاريتساس مجرد بصمة عابرة، إذ أصبح أصغر لاعب يُسجل في تاريخ دوري الأمم الأوروبية عن عمر 17 عامًا و124 يومًا، متجاوزًا بذلك الرقم الذي سجله الإسباني لامين يامال. هذا الإنجاز لم يقتصر على الساحة القارية، بل أصبح أيضًا أصغر لاعب يزور شباك الخصوم بقميص اليونان، ليستحق عن جدارة مكانه تحت الأضواء.
كاريتساس، الذي يلعب لصالح نادي جينك البلجيكي منذ الموسم الماضي، خاض حتى الآن 30 مباراة في الدوري، حيث أثبت أنه ليس مجرد لاعب شاب، بل مشروع نجم واعد قادر على ترك بصمة في المستقبل. بفضل تألقه اللافت، نجح اللاعب في تسجيل ثلاثة أهداف وصنع أربعة آخرين في مختلف البطولات هذا الموسم، فضلاً عن احتلاله المرتبة 17 بين اللاعبين الأكثر نجاحاً في المراوغات بالبطولات الأوروبية.
خطوات مبكرة نحو النجومية
بدأ كاريتساس مشواره من أكاديمية جينك، التي تعد واحدة من أبرز الأكاديميات الأوروبية، إذ خرجت أسماء لامعة مثل كيفن دي بروين وتيبو كورتوا. ورغم انتقاله لفترة قصيرة إلى أندرلخت، عاد سريعًا إلى جينك بعد مفاوضات نجح خلالها مسؤولو النادي بإقناع والده برفض عروض من أندية كبيرة مثل مانشستر سيتي وتشيلسي.
مدرب الشبان في جينك لم يتردد في الإشادة باللاعب، حيث قال: “قد يكون جسده أقل قوة، لكنه يمتلك مهارات تجعله صعب المراقبة في أرض الملعب، ولم يكن هناك لاعب أفضل منه في هذا العمر سوى كيفن دي بروين”.
بين اليونان وبلجيكا
رغم ظهوره مع منتخبات الناشئين البلجيكية، اختار كاريتساس تمثيل منتخب اليونان الأول، في خطوة وصفها بأنها مبنية على مشاعره الشخصية وحبه لبلاده الأم. هذا القرار أثار اهتمام الإعلام، حيث تلقى نادي جينك أكثر من 30 طلبًا لإجراء مقابلات معه، لكن النادي رفض لحماية اللاعب من الضغوط الإعلامية الكبيرة.
أكد كاريتساس أن خياره للعب مع اليونان جاء من القلب وليس لأسباب تكتيكية أو مادية، مضيفًا: “أركز الآن على تقديم أفضل ما لدي لمنتخب بلادي وأتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات”.
أحلام المستقبل
فيما يتعلق بطموحاته على المدى البعيد، لم يُخفِ كاريتساس حلمه باللعب في الدوري الإسباني، الذي وصفه بأنه “الأفضل في العالم”. ورغم أنه لم يُحدد بعد اختياره بين برشلونة وريال مدريد، أعرب عن رغبته في إثبات جدارته مع جينك قبل التفكير في خطوة جديدة نحو أحد العملاقين الإسبانيين.
هكذا، يواصل كاريتساس كتابة فصول جديدة ومثيرة في مسيرته، وسط توقعات بأن يكون نجمًا عالميًا في المستقبل، خاصة مع استمراره في جذب أنظار كبار الأندية الأوروبية وصناعة لحظات لن تنسى.