لم يكن الموسم الحالي لمحمد صلاح عاديًا بأي حال من الأحوال، إذ وجد نجم ليفربول المصري نفسه في خضم موجة عارمة من الشائعات والعناوين المثيرة. تكهنات عن رحيله المفترض إلى وجهات خليجية بأرقام خيالية، وأخرى تشير إلى خلافات تعطل خطط التجديد. ولكن خلف كل هذا الضجيج، كانت الحقيقة بسيطة؛ محمد صلاح أراد البقاء، لكن بشروط تعكس مكانته كلاعب استثنائي لا يقبل إلا بالتقدير الذي يستحقه.
مفاوضات هادئة داخل أروقة ليفربول
بينما كان المشهد الإعلامي مستعرًا بتكهنات حول “حرب” محتملة بين اللاعب والنادي، كانت أجواء المفاوضات داخل مكاتب ليفربول تسير بشكل هادئ تمامًا. لم تكن هناك قطيعة أو خلافات كبيرة، بل جلسات تفاهم بين طرفين يدرك كل منهما قيمة الآخر. محمد صلاح، الذي أصبح في وقت قصير رمزًا لعصر ذهبي عاشه ليفربول، لم يكن مجرد لاعب للنادي، بل عنوانًا للنجاح، فيما لم يرغب النادي بالتخلي عن أيقونته بسهولة.
عقد جديد بشروط استثنائية
كشف موقع “فوت ميركاتو” الفرنسي النقاب عن تفاصيل هذه المفاوضات مؤخرًا، مؤكدًا التوصل إلى اتفاق لتجديد عقد محمد صلاح لمدة عامين إضافيين. لكن المدة الزمنية لم تكن هي الجزء الأهم من القصة؛ فقد حصل صلاح على ما كان يطالب به طوال الوقت، راتب يعكس قيمته الحقيقية داخل الملعب وخارجه، ليكون ذلك بمثابة إقرار من النادي بفضل أحد أعظم لاعبيه على مر تاريخه.
الأرقام تضع محمد صلاح في القمة
الأداء الاستثنائي الذي قدمه محمد صلاح هذا الموسم كان أفضل رد على المشككين. 43 مباراة، 32 هدفًا، و22 تمريرة حاسمة لم تكن مجرد أرقام عادية، بل شهادة على حفاظ النجم المصري على مستواه الرفيع، في وقت توقع فيه البعض تراجعًا مع تقدمه في العمر. إلا أن صلاح أثبت مجددًا أنه يمتلك روح الشباب، وأنه لا يزال أحد أفضل اللاعبين في العالم.
ليفربول يعلن استمرارية الأسطورة
مع العد التنازلي لإعلان التجديد الرسمي، يبدو أن جماهير ليفربول ستظل تُردد اسم محمد صلاح وسط أنغام الاحتفاء ببقائه. النادي قرر أن يستثمر في استمرارية أسطورته، بينما يستعد النجم المصري لخوض فصل جديد بنفس الشغف والالتزام، وكأن العمر مجرد رقم لا يحمل أي قيود أمام طموحاته.
محمد صلاح لا يزال هنا، وستبقى القصة مستمرة بأبطالها المعتادين.