انطلقت بطولة كأس الملك عام 1957 كواحدة من أبرز الأحداث الكروية في المملكة العربية السعودية، وشهدت عبر تاريخها العديد من التغيرات الجوهرية في نظامها وتوسُّعًا ملحوظًا في عدد المشاركين، ما عزَّز من مكانتها كمنصة للمنافسة بين الأندية من مختلف المناطق. البداية كانت في المنطقة الغربية فقط، لكنها سرعان ما تطورت لتشمل المزيد من الأندية والمناطق، مما شكل نقطة تحول في تاريخ كرة القدم السعودية.
التطورات الأولى في نظام البطولة
في نسخها الأولى التي امتدت بين عامي 1957 و1961، كانت البطولة تقوم على نظام الدوري المصغر بين أندية المنطقة الغربية، وكان المتصدر يتوج باللقب مباشرة. ومع حلول عام 1962، شملت المنافسات أندية المنطقة الوسطى، حيث كان بطل كل منطقة يواجه نظيره في النهائي لتحديد الفائز. لكن التغيير الأبرز جاء في عام 1963 عندما أُدخل نظام نصف النهائي وأُتيحت فرصة المشاركة لأندية المنطقة الشرقية، ما أدى إلى صياغة آلية مختلفة للتأهل.
صيغة جديدة للنصف النهائي
مع انضمام المنطقة الشرقية، تم اعتماد إجراء قرعة تتيح لأحد أبطال المناطق الثلاث التأهل مباشرة إلى المباراة النهائية، فيما يتواجه البطلان الآخران في نصف النهائي. استمرت هذه الصيغة في العمل حتى عام 1976، عندما اعتمد اتحاد كرة القدم نظام خروج المغلوب وفتح الباب أمام جميع الأندية للتنافس، مما زاد من إثارة وتنافسية البطولة بشكل غير مسبوق.
توقف وعودة بنظم مختلفة
توقفت منافسات كأس الملك عام 1990 قبل أن تعود مجددًا في عام 2008، مع بقاء نظام خروج المغلوب أساسًا للبطولة. إلا أن إقامة المنافسات شهدت تباينًا في القواعد، حيث كانت المشاركة قاصرة أحيانًا على أندية بعينها، بينما فُتح المجال في أحيان أخرى لجميع الأندية للانخراط في السباق نحو اللقب، ما أضاف عنصر المفاجأة والمتعة لعشاق كرة القدم.
نتائج تاريخية في نصف النهائي
على مدار تاريخ البطولة، شهد دور نصف النهائي تسجيل نتائج لا تُنسى، أبرزها انتصار فريق الاتحاد الساحق على الباطن بنتيجة 6-2 في نسخة عام 2016. ورغم ذلك، كان الاتحاد أيضًا طرفًا في هزيمة قاسية حين خسر بخماسية نظيفة أمام الأهلي في نسخة 1976. هذه النتيجة تكررت مرتين في تاريخ نصف النهائي، الأولى عام 2008 لصالح الشباب على حساب الحزم، والثانية عام 2019 عندما تغلب التعاون على الهلال بفارق كبير يبرز قوة المنافسة.
تُعَد بطولة كأس الملك واجهة مضيئة لكرة القدم السعودية وإحدى البطولات الغنية بالتاريخ والإثارة، وما زالت تُلهم الأجيال الجديدة بمنافساتها الحماسية وإرثها الممتد.