شهدت مباراة المنتخبين العراقي والفلسطيني، التي أُقيمت في العاصمة الأردنية عمّان ضمن الجولة الثامنة من تصفيات كأس العالم 2026، أحداثًا أثارت القلق والاستياء في الأوساط الرياضية العراقية، مما دفع الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى التحرك رسميًا وتقديم شكوى للاتحادين الآسيوي والدولي احتجاجًا على ما وصفه بتجاوزات خطيرة رافقت اللقاء.
هتافات عدائية وتهديدات تعكر أجواء المباراة
وجاء في بيان الاتحاد العراقي أن الجمهور الذي حضر المباراة أطلق هتافات تحمل طابعًا سياسيًا وعنصريًا تم توثيقها بالصوت والصورة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لم يقتصر على مباراة العراق وفلسطين فحسب، بل ظهر في لقاء سابق بنفس الملعب جمع بين المنتخبين الفلسطيني والأردني. وأوضح البيان أن تلك الهتافات تضمنت تحريضًا مباشرًا وألفاظًا وصفها بـ”البذيئة”، مما خلق أجواء مشحونة بالتوتر أثرت على الروح الرياضية.
وأشار الاتحاد إلى أن بعض مسؤولي الملعب سمحوا للجماهير بالدخول بعد انطلاق المباراة، مما أسهم في تصعيد الموقف وتضاعف الهتافات المسيئة، مع التأكيد على تلقي التهديدات التي طالت اللاعبين والجماهير الحاضرة من الجانب العراقي.
أحداث مؤسفة وتجاوزات أثرت على سير المباراة
تطرقت الشكوى إلى تفاصيل دقيقة من المباراة، أبرزها ما وقع في الدقيقة (45+1) من الشوط الأول، حيث شهدت تلك اللحظة انفجار التوتر نتيجة التجاوزات المتكررة، مما انعكس سلبًا على تركيز اللاعبين وأثر على الأداء العام خلال اللقاء. وأكد الاتحاد العراقي أن هذه الأحداث تتناقض مع لوائح الاتحادين الآسيوي والدولي التي تحظر استخدام الرياضة كوسيلة لنشر التمييز والعنف.
كما شدد الاتحاد على أهمية حماية الملاعب من أي استغلال سياسي أو استخدام الكراهية كأداة لتأجيج الصراعات، مذكرًا بأن هذه الأمور لا تمثل فقط تهديدًا للرياضة، بل تساهم في تشويه القيم السامية التي تقوم عليها المنافسات الكروية.
تحرك رسمي للمطالبة بالإصلاح وضمان الحقوق
طالب الاتحاد العراقي في شكواه بإجراء تحقيق شامل في الحوادث المؤسفة التي رافقت المباراة، مع دعوة الاتحادين الآسيوي والدولي إلى مراجعة كافة الأدلة والشهادات الموثقة التي أرفقها مع الشكوى. وأشار البيان إلى وجود مقاطع مصورة وتصريحات إعلامية رصدتها الجهات المعنية، تُظهر التجاوزات التي حدثت داخل وخارج الملعب، مع دعوة لاتخاذ عقوبات رادعة ضد الجهات المسؤولة عن هذا الفعل.
وأعرب الاتحاد عن قلقه بشأن المباراة المقبلة أمام منتخب تايلاند، والمقرر إقامتها أيضًا في عمّان ضمن الجولة العاشرة من التصفيات، موضحًا أنه ينتظر إشعارًا رسميًا بشأن ظروف وأمن اللقاء، خصوصًا في ظل المخاوف المرتبطة بسلامة اللاعبين والجماهير العراقية.
التأكيد على الشفافية وصون الرياضة من الانتهاكات
اختتم الاتحاد العراقي بيانه بالإشارة إلى أن الشكوى قد بُنيت على معطيات دقيقة وموثقة، مشددًا على أهمية التعامل الجاد مع هذه القضية بما يضمن حماية حقوق جميع الأطراف وسلامتهم. ولفت إلى أهمية إبقاء الملاعب الكروية مساحة للتنافس النزيه والروح الرياضية بعيدًا عن أي توتر أو انحياز، مؤكدًا ثقته في اتخاذ قرارات تحفظ كرامة المنتخبات الوطنية ومستقبل التصفيات.