يدخل اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك لعام 2025 ليجذب اهتمام المسلمين حول مواعيد السحور وأذان الفجر في هذا اليوم الروحاني المميز. ووفق إمساكية شهر رمضان لعام 1446 هجريًا، يتبين أن يوم الأحد الموافق 30 مارس 2025 يتميز بمزيد من الأجواء الإيمانية، حيث تصل مدة ساعات الصيام إلى 14 ساعة و12 دقيقة، بينما يكون موعد السحور في تمام الساعة 2:00 صباحًا، يليه الإمساك عند الساعة 4:00 فجراً، ويحل أذان الفجر في تمام الساعة 4:20 صباحًا، مع التنبيه على أهمية مراعاة فروق التوقيت للمقيمين خارج القاهرة.
رمضان: شهر الفضائل والتقوى
رمضان، الشهر التاسع في التقويم القمري، يعتبر من أقدس الشهور في الإسلام، إذ يتميز بمكانة فريدة بين سائر الأشهر لما يحمله من طقوس إيمانية وروحانية عميقة. وباعتباره أحد أركان الإسلام الخمسة، فرض صيامه على كل مسلم بالغ، وفي الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". ولطالما كان هذا الشهر الكريم فرصة لتحقيق التقرب من الله وتجديد العهد بالعبادة والطاعة.
السماوات والتقويم: رحلة عبر الزمن
لقد جعل الله السماء بما حوت من أجرام سماوية وسيلة للبشرية لتتبع الوقت واستنباط تواريخ الأحداث المختلفة. من خلال مراقبة حركة النجوم والكواكب والأقمار وإجراء الحسابات عليها، تمكن الإنسان الأول من بناء نظم تقويمية. وتشير كلمة "تقويم" في اللغة العربية إلى تنظيم وترتيب الأيام، وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية "Calendar".
وعلى مر العصور، تبنت العديد من الثقافات تقاويمها الخاصة، بدءًا من التقويم المصري القديم (الفرعوني-القبطي)، ومرورًا بالتقويم الميلادي، والعبراني، والهجري، وصولاً إلى التقاويم الفارسية والرومانية وغيرها.
التقويم الهجري: رمز الهوية الإسلامية
يرتكز التقويم الهجري على حركة القمر في دورانه حول الأرض، حيث يتم تحديد الأشهر الهجرية التي تتألف من 12 شهرًا قمريًا بدءًا من شهر المحرم ووصولاً إلى ذو الحجة. وقد تأسس هذا النظام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي اختار أن تكون هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة النواة لبداية هذا التقويم، وتحديداً في 12 ربيع الأول الموافق 24 سبتمبر 622 ميلاديًا.
اليوم، يُعتمد التقويم الهجري رسمياً في العديد من الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية، حيث يشكل جزءًا لا يتجزأ من هويتها التاريخية والدينية، مما يعزز من ارتباط المسلمين السنوي بشهر رمضان، كجزء من هذا الإرث الإسلامي الرائع.