في حوار صحفي موسّع مع رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة، تناول الأخير مجموعة من القضايا البارزة التي تشغل الشارع الرياضي المصري، ولم يدخر جهدًا في الإجابة بكل شفافية ووضوح حول أبرز الملفات المتعلقة بالكرة المصرية، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. مع ذلك، يظل السؤال الأهم: هل تنجح خطط الاتحاد في إعادة بريق الكرة المصرية إلى مسارها الطبيعي؟
دور الاتحاد الجديد: نقلة نوعية للمقر واهتمام بمراكز المنتخبات
أوضح أبو ريدة أن الانتقال إلى المقر الجديد في مدينة 6 أكتوبر كان من أبرز خطوات مجلس الإدارة منذ توليه المسؤولية، حيث وصف هذا المقر بأنه واجهة مشرفة تليق بتاريخ الكرة المصرية العريق. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن مركز المنتخبات الوطنية حاز على اهتمام خاص منه لتوفير مناخ مثالي للاعبين والمتدربين، مؤكداً أن المركز يُعتبر بمثابة “البيت” لكل لاعب ومدرب، ولاقى استحسانًا من مسؤولين محليين ودوليين.
بين المناصب الدولية والعمل المحلي: هل يمكن الجمع بينهما؟
ردًا على الانتقادات التي تتحدث عن انشغاله بمناصبه في الاتحادين الدولي والأفريقي، أكد أبو ريدة أنه لا يوجد أي تعارض بين التزاماته الدولية ووظيفته في الاتحاد المصري، حيث تُدار الاجتماعات الخارجية بجدول زمني مُحكم، مما يترك مجالًا واسعًا للتواجد اليومي في مقر الاتحاد المصري. الهدف الأساسي من هذه المتابعة اليومية هو إحداث تغييرات إيجابية داخل الاتحاد وإعادة ترتيب البيت من الداخل، بما يخدم الكرة المصرية على المدى الطويل.
استفادة الكرة المصرية من العلاقات الدولية
أثار البعض تساؤلات حول مدى استفادة مصر من وجود هاني أبو ريدة في مناصب دولية رفيعة، لكن الأخير أكد أنه يعمل دائمًا من أجل مصلحة الكرة المصرية، خاصة فيما يتعلق بتوفير فرص احتكاك قوية للمنتخبات الوطنية مع نظيراتها الأفريقية والدولية. كما عبّر عن أمنيته في أن يواصل المنتخب الوطني مشواره نحو التأهل لكأس العالم 2026، مذكّرًا بالإنجاز الذي تحقق خلال فترة رئاسته السابقة بالوصول إلى مونديال 2018.
زيادة المحترفين المصريين: خطة طويلة الأمد
طرح أبو ريدة رؤيته حول أهمية تطوير الكرة المصرية لتواكب التحديات العالمية عبر مشروع مستدام لاكتشاف المواهب الكروية. وأوضح أنه بالتعاون مع الاتحاد الدولي، يُخطط لتطوير نظام كشافين متخصص يشمل كافة مناطق الجمهورية. كما أشار إلى تواصله مع خبراء عالميين مثل أرسين فينغر للعمل على تحسين أداء الناشئين والشباب، بهدف تصدير المزيد من اللاعبين إلى الدوريات العالمية، ما يحتاج إلى تنفيذ استراتيجيات طويلة الأمد تتطلب سنوات من العمل الجاد.
أزمات التحكيم ومباراة القمة
تطرق الحوار إلى الجدل الذي صاحب مباراة القمة الأخيرة، حيث أكد أبو ريدة أن ضيق الوقت حال دون الاستعانة بطاقم أجنبي، لكنه شدد على ضرورة دعم الحكام المصريين لتعزيز الثقة بهم، مؤكداً أن هذه الثقة تمثل جزءًا جوهريًا في بناء المنظومة التحكيمية المصرية. كما كشف عن التعاقد مع الكولومبي أوسكار رويز، أحد أبرز الحكام الدوليين السابقين، لتطوير أداء الحكام المصريين بشكل شامل.
معايير استقدام الحكام الأجانب
وفي سياق الحديث عن الحكام الأجانب، أوضح أبو ريدة أن استقدامهم يخضع لمعايير صارمة تتعلق بخبرة الحكام وأدائهم على المستويين الدولي والمحلي. وأفاد بأن مثل هذه الإجراءات تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين للتنسيق، مشيرًا إلى أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية لضمان استقدام حكام على أعلى مستوى عند الحاجة.
نظرة عامة على مستوى التحكيم المصري
تحدث أبو ريدة بإيجابية عن الحكام المصريين، مشيرًا إلى تاريخهم الطويل في إدارة البطولات المحلية والدولية، على الرغم من وجود بعض الأخطاء التي وصفها بأنها طبيعية في جميع دوريات العالم. كما لفت إلى الجهود المبذولة لتحسين منظومة التحكيم من خلال تقنية الفيديو وإنشاء أكاديمية حكام متخصصة، من شأنها أن تضمن تطور الأداء التحكيمي في المستقبل القريب.
رسالة ختامية مليئة بالدعوات للتعاون والشفافية
اختتم أبو ريدة حديثه بالتأكيد على التزام الاتحاد المصري بإدارة جميع الملفات بشفافية تامة وحياد كامل، داعيًا الجميع إلى تحري الدقة قبل نشر أي أخبار تخص الاتحاد، ومؤكدًا أن باب الاتحاد دائمًا مفتوح للإجابة على كافة التساؤلات والاستفسارات بما يخدم مصلحة الكرة المصرية.