على غرار الكائنات الحية الأخرى، تتأثر البرمائيات بشكل ملحوظ بتداعيات التغيرات المناخية، مما يجعل حمايتها أولوية للحفاظ على التنوع البيولوجي.
البرمائيات، هي الكائنات الحية القادرة على العيش في البر والماء، وهي بذلك كائنات فريدة قادرة على التأقلم في بيئتين مختلفتين.
لكن يبدو أنها تواجه تحديات نتيجة ضغوطات التغيرات المناخية أيضًا؛ فأكثر من 40% من البرمائيات بالفعل مهددة بالانقراض، وقد يؤدي فقدانها إلى عواقب كارثية؛ فهي مهمة من أجل حفظ النظام البيئي. لذلك، يحاول العلماء بشتى الطرائق فهم كيفية تكيف أشكال التنوع البيولوجي المختلفة مع التغيرات المناخية.
وفي هذا الصدد، اهتمت مجموعة بحثية من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا بدراسة كيفية تحمل البرمائيات الحرارة للتأقلم مع الحرارة المرتفعة في ظل الاحتباس الحراري. ونشروا نتائجهم في دورية “نيتشر” (Nature) في 5 مارس/آذار للعام 2025.
حدود للتحمل
تُعد البرمائيات من ذوات الدم البارد، ما يعني أنها قادرة على تنظيم حرارة أجسامها؛ خاصة وأنها معرضة لتغير درجة الحرارة. لكن، بسبب محدودية البيانات المتاحة للعلماء، كانت هناك بعض التحديات في فهم قدرة البرمائيات على التكيف مع ارتفاع الحرارة وتنظيم حرارة أجسامها. وهذا ما عمل الباحثون على فهمه من خلال معرفة حدود التحمل الحراري للبرمائيات، وهي أقصى درجة حرارة يمكن للبرمائيات تحملها قبل أن تفشل أنظمتها الفسيولوجية.
وللتغلب على تحدي ضعف البيانات، استخدم الباحثون طريقة إحصائية يمكن من خلالها إكمال المعلومات الناقصة باستخدام أنماط من البيانات المتوفرة. لذلك، استخدموا 2661 تقديرًا لحدود تحمل الحرارة من 524 نوعًا؛ لتوليد بيانات لنحو 5203 نوع.
بعد ذلك، حلل الباحثون أنماط درجات الحرارة اليومية على مدار العقد الماضي، وقارنوا درجات الحرارة تلك بحدود تحمل الحرارة المعروفة للبرمائيات. ووضعوا توقعات لما قد يحدث في ظل سيناريوهات ترتفع فيها درجات الحرارة عن 2 و4 درجات مئوية عبر نطاقها الجغرافي.
نتائج!
خلص الباحثون إلى أنّ 104 أنواع من 5203 أنواع؛ أي ما يُقدر بنحو 2% من البرمائيات محل الدراسة، معرضة لارتفاع درجات الحرارة. وفي ظل السيناريوهات الكارثية لرفع الحرارة 4 درجات مئوية، من شأنه أن يؤدي إلى دفع نحو 7.5% من الأنواع إلى ما يتجاوز حدودها الفسيولوجية؛ أي تتجاوز درجة تحملها.
وهذا يعني أنّ البرمائيات في خطر، وقد تواجه انقراضات إذا لم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف التخفيف وعدم تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية؛ وفقًا لاتفاق باريس.