كشف فريق من الباحثين عن ابتكار جديد في مجال مستحضرات التجميل يمكن أن يحل إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه أصحاب البشرة الداكنة عند اختيار كريم الأساس المناسب.
وغالبا ما تعاني هذه الفئة من عدم توافر درجات ألوان تتناسب مع لون بشرتهم، حيث تبدو الدرجات الداكنة المتوافرة بالسوق رمادية وغير طبيعية بعد تطبيقها على البشرة، ومع ذلك، نجح الباحثون في تطوير إضافة لونية زرقاء تمنح كريم الأساس العمق والدفء الذي يفتقر إليه حاليا.
وقدمت غابرييلا باكي، الأستاذة المساعدة في الصيدلة ومديرة برنامج تصميم مستحضرات التجميل في جامعة توليدو، نتائج فريقها خلال الاجتماع الربيعي للجمعية الكيميائية الأمريكية الذي عقد في الفترة من 23 إلى 27 مارس/ آذار.
وأوضحت رايهانة ظاهره صافي، الطالبة السابقة في مختبر باكي وطالبة الدراسات العليا الحالية، أن السوق يعتمد تقليديا على استخدام ثلاثة ألوان أساسية في كريمات الأساس وهي أكاسيد الحديد الأحمر والأصفر والأسود. ومع ذلك، فإن استخدام كميات كبيرة من أكسيد الحديد الأسود يؤدي إلى ظهور لون رمادي غير مرغوب على البشرة، فيما تساهم المواد المبيضة مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم في تفاقم هذه المشكلة.
من أجل توسيع نطاق الألوان، لجأت بعض الشركات إلى إضافة صبغات زرقاء، ولفتت إحدى الطالبات في مختبر باكي انتباه الفريق إلى صبغة زرقاء تُعرف باسم “الأزرق فوق البحري” (Ultramarine Blue) بعد أن سمعت عنها في بودكاست، مما دفع الفريق إلى دراستها.
بناءً على هذه الفكرة، قام الفريق بتطوير مجموعة من كريمات الأساس باستخدام 11 صبغة مختلفة تتراوح بين درجات البشرة الفاتحة والداكنة، حيث تم تعديل نسب الصبغات السوداء والزرقاء ونوع الصبغة البيضاء المستخدمة.
اختبر الفريق المنتجات الجديدة باستخدام ثلاث تقنيات: قياس الفروق اللونية باستخدام مطياف الألوان، تقييم الأساسات على الورق، واختبارها على بشرة المشاركين. وأظهرت النتائج أن استخدام “الأزرق فوق البحري” ساهم في تقليل اللون الرمادي بينما أضاف أكسيد الزنك لمسة دافئة وحمراء إلى القاعدة الزرقاء.
بعد ذلك، قامت كاريسا ريتشاردز، باحثة أخرى في مختبر باكي، بدراسة تأثير هذه الصبغة في كريمات الأساس الصلبة، وواجهت تحديات في تحقيق تجانس اللون، إلا أن الفريق تمكن من تطوير التركيبة المناسبة بعد عدة محاولات.
ويخطط الفريق الآن لدراسة تأثير الصبغة الزرقاء في كريمات الأساس السائلة، وهو التحدي الأكبر نظرا لصعوبة مزج الماء والزيت في هذه التركيبات.
وعلى الرغم من عدم وجود خطط لتسويق هذه التركيبات البسيطة في الوقت الحالي، تأمل باكي في أن يتبنى الكيميائيون والمصنعون هذه الأبحاث لتجربة الصبغة الزرقاء في المنتجات التجارية.