تم تحديثه الأحد 2025/3/30 06:38 م بتوقيت أبوظبي
عيد الفطر في تونس له طعم آخر حيث ما زال التونسيون يتشبثون بعاداتهم وتقاليدهم، رغم الزمن.
وفي ليلة العيد، ومباشرة بعد إعلان رؤية هلال شهر شوال، يحرص العديد من الأمهات في أغلب المناطق التونسية على تزيين أيادي البنات بالحناء، وهي عادة بدأت بالاندثار نوعا ما لكنها ما زالت موجودة في المناطق الداخلية.
كما تشهد الساحات تلك الليلة ازدحاما كبيرا، وتبقى الحركة في أغلب الشوارع الرئيسية والساحات العمومية في المدن حتى صلاة العيد.
وفي تونس عيد الفطر يعتبر فرصة للزيارات والمعايدات، ولصلة الرحم وتبادل الزيارات بين الجيران والأقارب لتقديم التهاني وتبادل الهدايا.
وبينما يتوجه الرجال لصلاة العيد،تذهب النساء إلى المقابر لزيارة موتاهن لقراءة القرآن الكريم على موتاهم، والتصدّق بالأموال على أرواحهم، وتوزيع حلويات العيد كصدقة.
وخلال مكوثهن بالمقبرة، تشعل النسوة الشموع ويرششن الماء وينثرن القمح فوق القبور، ثم يقرأن ما تيسر من القرآن على ذويهن.
وصباح يوم العيد ينتظر الأبناء عودة آبائهم إلى منازلهم لاكتشاف قيمة “المهبة (العيدية)” وهي مبلغ مالي يقدمه الأب لأطفاله في هذه المناسبة الدينية قبل أن يبدأ الأطفال جولة طويلة بين منازل أقاربهم.
ولا تزال عادة “مهبة العيد” حاضرة في عدة مدن وقرى تونسية، ويُعول عليها الأطفال لقضاء بعض حاجياتهم كشراء اللعب الجديدة أو الذهاب إلى “المناج” أي مدينة الألعاب مع انتهاء هذا اليوم.
ومن بين هذه العادات المميزة يأتي “حق الملح”، وهو تقليد اجتماعي قديم يُعبّر فيه الزوج عن امتنانه لزوجته في نهاية شهر رمضان، تقديرًا لمجهودها في إعداد الطعام والاعتناء بالأسرة طوال الشهر الفضيل.
و”حق الملح” هو عادة قديمة في تونس ويرتبط أصل التسمية باضطرار الزوجة أحيانا عند إعدادها الطعام لأسرتها خلال شهر رمضان، إلى تذوق الأكل دون ابتلاعه، للتأكد من اعتدال ملوحته قبل تقديمه.
وتتمثل العادة في تقديم هدية قيمة للمرأة التي أطعمت العائلة في شهر الصيام، وتكون غالبا قطعة من الذهب يهديها رب الأسرة لها صباح العيد.
وتقتضي العادات أن تقدم الزوجة طبق الحلويات وفنجان القهوة لرب الأسرة بعد عودته من صلاة العيد، على ألا يرجعه فارغا، بل يضع فيه خاتما أو سوارا من الذهب أو مبلغا من النقود أو خاتما من الفضة، هدية منه للزوجة أو الأم التي أطعمت العائلة في الشهر الكريم.
وقال الباحثة في الموروث الثقافي اللامادي التونسي سلاف السالمي للعين الإخبارية إن العائلات التونسية مازالت تحافظ على العادات والتقاليد ومظاهر عدة من العيد رغم الظروف الاقتصادية التي يمرون بها.
وأكدت أن العيد يتميّز بأجواء احتفالية تختلف كثيراً على الأيام العادية ومن بينها تزيين المنازل وإعداد حلويات العيد في المنزل، وأيضاً على شراء ملابس للأطفال وحق الملح والعيدية والمأكولات التي يتم تحضيرها خصيصا لهذا اليوم.
وأشارت إلى أن تونس تعاقبت عليها حضارات عديدة وتركت بصماتها في حياة التونسيين الموروثة من جيل إلى جيل.