الديمقراطيون بين التغيير أو السقوط.. استراتيجية كاسار ترسم المسار

بعد «الهزائم المتتالية»، فقد الحزب الديمقراطي «هويته» كطبقة عاملة، وأصبح أكثر حذرًا في معركته ضد الجمهوريين.

هذا ما يعتقده رئيس الكتلة التقدمية في الكونغرس النائب جريج كاسار، الذي وجه استراتيجية للديمقراطيين، يقول إنها ستمكنهم من استعادة المسار مع الناخبين.

اقرأ أيضًا: حملة «وقف الأب» تحقق ما يزيد على 3.72 مليار درهم بدعم أكثر من 277 ألف مساهم

ويجتمع كاسار وهو شاب من جيل الألفية من تكساس يبلغ من العمر 35 عامًا، تولى قيادة الكتلة التقدمية في ديسمبر/كانون الأول الماضي على انفراد مع نواب آخرين، لمناقشة سبل توجيه الحزب الديمقراطي نحو رسالة اقتصادية أكثر شعبوية.

ويريد كاسار أن «يُعرف الحزب الديمقراطي بأنه حزب العمال، في المقام الأول»، وهي الرسالة التي يشن حملة علاقات عامة مكثفة للترويج لها، مما يمثل انحرافًا ملحوظًا عن النهج الذي اتبعه الجناح التقدمي في الحزب في السنوات الأخيرة، عندما رفع شعارات؛ مثل: «إلغاء إدارة الهجرة والجمارك، وسحب تمويل الشرطة»، مطالبًا بالنقاء الأيديولوجي في مجموعة من القضايا.

اقرأ أيضًا: “الموعد من هنا”.. صرف الجرايات في تونس خلال مارس 2025 وكيفية استلام المعاشات

مشكلة هوية

كما تأتي هذه الرسالة في الوقت الذي يواجه فيه الديمقراطيون مشكلة هوية عميقة، خاصة وأن استطلاعات الرأي العامة والخاصة ومجموعات التركيز تكشف أن الناخبين يعتقدون أن الحزب ضعيف، ويركز بشكل مفرط على التنوع والنخب.

وفي مقابلة مع مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، قال كاسار «إن أفضل سبيل لنا للدفاع عن الفئات الضعيفة وتبني قضايا عادلة، وإن لم تكن شعبية بعد، هو كسب أصوات الأغلبية الساحقة من العمال، وأن نُعرف كحزب المواطن العادي أولًا».

اقرأ أيضًا: جلسة الخطيب ورمضان تحسم مصير معلول في الأهلي

وأعرب كاسار عن اعتقاده بأن «التقدميين بحاجة إلى ضمان ربط قضاياهم بأوسع قاعدة ممكنة من الناس»، مشيرا إلى أنه للفوز مجددا «يجب على الديمقراطيين التأكد من أن شعارهم الرئيسي يخاطب الجميع».

اقرأ أيضًا: معارض أهلًا رمضان بالجيزة.. تخفيضات تصل إلى 30% لتخفيف الأعباء عن المواطنين

ونقلت «بوليتيكو»، عن مصادر مطلعة قولها إن كاسار، إلى جانب النائبين الديمقراطيين كريس ديلوزيو وبات رايان عقدا اجتماعات غير رسمية مع حوالي 12 عضوًا ديمقراطيًا لمناقشة أفضل السبل لتحويل الحزب نحو التركيز على الشعبوية الاقتصادية.

وقال النائب كريس ديلوزيو إنها «مجموعة تضمّ جميع أطياف الحزب الديمقراطي، نظرًا لوجود عدد كبير من الأعضاء، الذين قد يتبنون توجهات أيديولوجية مختلفة، لكنهم بالفعل يُركّزون على الشعبوية الاقتصادية»، مضيفًا: «لذا أريد أن تكون هذه المجموعة بمثابة الرابط الذي يربط الحزب الديمقراطي ببعضه البعض».

اقرأ أيضًا: السفير حسام زكي: مصر تبذل جهودًا كبيرة لإدخال المساعدات إلى غزة

ورغم أن ديلوزيو أكد أنه لا يوجد اسم رسمي للمجموعة بعد، إلا أنه يطلق عليهم أحيانا اسم «الوطنيين الاقتصاديين الجدد». وعقدت المجموعة اجتماعات في قاعة مجلس النواب هذا الأسبوع لاستعراض أفكارهم حول الشعبوية الاقتصادية «الصاخبة».

ووصف ديلوزيو، الذي يُمثل دائرة انتخابية متأرجحة في غرب بنسلفانيا، كاسار بأنه «استراتيجي وذكي» في كيفية تموضعه للتقدميين، مضيفًا: «يعلم أن هناك أجزاء من الكتلة التي يقودها الآن تحظى بشعبية واسعة، وعلينا أن نكافح في هذا المجال.. نحن نعمل على تنمية الحزب وتحقيق أهداف الشعب لا أن ندخل في دوامة من التصفيات».

وتأتي جهوده المجموعة في خضمّ انتعاشة للجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي حيث استقطب اثنان من أبرز اليساريين، هما السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، حشودًا غفيرة في تجمعات انتخابية أقيمت مؤخرًا في نيفادا وأريزونا وكولورادو.

أما كاسار، الذي انضم إلى ساندرز وأوكاسيو كورتيز في تجمع انتخابي في توسون، فيُجري حملة إعلامية مكثفة، تشمل جمهورًا محافظًا.

أفكار التقدميين

والأسبوع الماضي، قال كاسار عبر قناة «فوكس نيوز» المحافظة للمشاهدين، إنه حتى لو اختلفوا معه في القضايا الاجتماعية، «فإننا نتفق على أن أعضاء الكونغرس الجمهوريين لا يحق لهم الموافقة على تخفيض إيلون ماسك للضمان الاجتماعي».

ومن المتوقع أن يُوجّه نفس الخطاب للناخبين في دائرة النائب الجمهوري تشيب روي في تكساس، خلال لقاء مفتوح يوم السبت.

وفي مقابلته مع «بوليتيكو»، جادل كاسار بأن الديمقراطيين لم يكونوا مستعدين للمواجهة بما يكفي بالمقارنة مع الرئيس دونالد ترامب، مضيفًا: «اكتشف الجمهوريون كيفية إبراز القضايا الاجتماعية التي تؤثر على عدد قليل من الناس وجعلها القضايا السائدة في الانتخابات».

وأوضح، أنه «ينبغي على الديمقراطيين استلهام بعض الأفكار (..) على التقدميين مساعدة الحزب الديمقراطي».

وتابع: «سيقول الديمقراطيون الآن فقط أنا أحمي الضمان الاجتماعي، وهي قضية يجب أن تكون رسالة مؤثرة لأن 90% من الناس يتفقون معك، لكن الناخبين لا يستمعون إليها».

ومثل عدد من الديمقراطيين الآخرين، يرى كاسار أن إيلون ماسك هو الهدف المثالي لهذا النوع من السرد، وكثيرا ما هاجم النائب التقدمي مستشار ترامب المقرب حيث انتقده بشدة لكسبه 8 ملايين دولار يوميًا من عقود حكومية خلال جلسة استماع في الكونغرس.

وتتبنى هذه الاستراتيجية رسائل شعبوية صريحة وتستخدم شعارات مثل «حاربوا الأوليغارشية»، لذا فإنها تواجه مقاومة من بعض الديمقراطيين الأكثر اعتدالًا.

كان كاسار وهو ابن مهاجرين مكسيكيين قد بدأ مسيرته السياسية من خلال التنظيم العمالي، بما في ذلك في مواقع البناء. وفي سن 25، انتُخب لعضوية مجلس مدينة أوستن وفي عام 2022، فاز في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية المتنازع عليها، بدعم من ساندرز وأوكاسيو كورتيز، لتمثيل منطقة تمتد من شرق أوستن إلى سان أنطونيو.

ويرى بعض التقدميين كاسار جزءًا من «الجيل القادم من تمثيل الطبقة العاملة»، حسب وصف تشاك روشا، المستشار الديمقراطي الذي قال إن كاسار لا يبدو «أستاذًا جامعيًا يرتدي سترة ونظارة، لكنه متجذر في الطبقة العاملة».

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.