«C949».. قفزة صينية في سباق الطيران الأسرع من الصوت

في سباق محموم بين القوى العظمى، تكشف الصين عن طائرتها الأسرع من الصوت، C949، التي تُعيد رسم خريطة التفوق الجوي.

فبسعة أكبر ومدى أطول من «كونكورد»، تعد بكين بثورة في النقل الجوي، لكن خلف هذا التقدم المدني يكمن هاجس الاستخدام العسكري، مما يثير قلق واشنطن وحلفائها.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم.. «النفيس» يواصل الصعود مدعوما بحروب التجارة

فمع صعود «كوماك» إلى طليعة الابتكار، تُفتح جبهة جديدة في المنافسة الأمريكية-الصينية، حيث لم يعد التفوق الجوي مجرد حلم، بل سلاحًا استراتيجيًا يُعيد تشكيل موازين القوى في السماء، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الأمن العالمي.

فماذا نعرف عن الطائرة الجديدة؟

في ورقة بحثية نُشرت في وقت سابق من الشهر الجاري، كشف مهندسو شركة “كوماك” الحكومية الصينية لتصنيع الطائرات، عن مخططات الطائرة الجديدة (C949 ) التي ستكون قادرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ1.6 مرة.

اقرأ أيضًا: الزمالك يعلن إيقاف مسؤول المهمات بالفريق وإحالته للتحقيق

وستكون الطائرة الجديدة قادرة على قطع مسافات تصل إلى 11,000 كيلومتر، أو 6,800 ميل، في المرة الواحدة وهو مدى يسمح لها بالتحليق من بريطانيا إلى ماليزيا دون توقف، وهو أعلى بكثير من المدى الأقصى لطائرة كونكورد، والذي يبلغ حوالي 4500 ميل، وفقا لما ذكرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.

ومن المتوقع -أيضًا- أن تكون طائرة C949 الصينية أكثر هدوءًا من كونكورد، حيث يبلغ صوت دوي انفجارها الصوتي 89.3 ديسيبل مقارنةً بصوت دوي انفجار الطائرة الأنجلو-فرنسية البالغ 105 ديسيبل.

اقرأ أيضًا: برلماني يشيد بقرار العامة للرقابة المالية لإتاحة الاستثمار الجزئي للأفراد في القطاع العقاري

وتم تصميم هيكل طائرة C949 “” ليكون مائلا للخلف ليخفف من موجات الصدمة الناتجة عن حركة الهواء المحيط بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يُحدث دوي انفجارات عالية يُمكن سماعها في الجوار. وكانت «كونكورد» قد مُنعت من القيام برحلات برية بسبب دوي انفجارها الصوتي.

وصُممت الطائرة الصينية لاستيعاب 168 راكبًا، أي أكثر من السعة القصوى لطائرة كونكورد البالغة 128 راكبًا.

اقرأ أيضًا: بنما تتقدم بشكوى لـلأمم المتحدة بشأن تهديد ترامب

ومع ذلك، ستبلغ السرعة القصوى للطائرة ” C949 ” 1,6 ماخ لتكون بذلك أبطأ، حيث وصلت كونكورد إلى سرعة قصوى بلغت ” 2.2 ماخ”، أي ما يعادل 2,154 كيلومترًا أو 1,338 ميلًا في الساعة، مما يعني أنها تستطيع الطيران من لندن إلى نيويورك في أقل من 3 ساعات.

وتُعد خطط الصين جزءًا من موجة اهتمام بإحياء السفر الجوي التجاري الأسرع من الصوت، والتي انتهت بتقاعد طائرة كونكورد في عام 2003 عقب حادث تحطم كارثي في مطار شارل ديغول بباريس في عام 2000 أودى بحياة 113 شخصًا.

اقرأ أيضًا: مقدار زكاة الفطر في الأردن 2025 وتحديد قيمتها نقدًا وموعد إخراجها وفق الشريعة الإسلامية

رحلة تجريبية

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أطلقت شركة “بوم سوبرسونيك”، ومقرها دنفر بولاية كولورادو الأمريكية رحلة تجريبية ناجحة لنموذجها الأولي من طائرة الركاب الأسرع من الصوت” XB-1 ” حيث نجحت الطائرة في اختراق حاجز الصوت، ووصلت سرعتها إلى 850 ميلًا في الساعة خلال ثلاث رحلات منفصلة فوق صحراء موهافي.

وبشكل منفصل، تعمل شركة “سبايك إيروسبيس”، ومقرها بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية على خطط لطائرة ركاب خاصة بها بسرعة 1.6 ماخ، من المتوقع أيضا أن تكون أكثر هدوءًا من كونكورد.

وفي الوقت نفسه، تعاونت وكالة “ناسا” مع شركة “لوكهيد مارتن” لتطوير طائرة نفاثة لشخص واحد قادرة على السفر بسرعة 1.4 ماخ مع إحداث دوي صوتي يبلغ 75 ديسيبل فقط.

وفي بريطانيا، عملت شركة “رياكشن إنجينز”، ومقرها أوكسفوردشاير، على تطوير طائرتها الفضائية “الفرط صوتية” الخاصة بها والتي تُسمى “سابر”، والتي كانت قادرة على السفر بسرعات تصل إلى 19,000 ميل في الساعة.

لكن الشركة انهارت ودخلت في حالة إفلاس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعدما واجهت صعوبة في جمع تمويل جديد.

ومن المرجح أن يثير سعي بكين لامتلاك تقنية الطائرات الأسرع من الصوت مخاوف بشأن إمكانية الاستخدام المزدوج لهذه التقنية لأغراض عسكرية.

كانت الحكومة الصينية قد أطلقت شركة “كوماك” عام 2008 وهي تخضع حاليًا لعقوبات أمريكية بسبب صلاتها بجيش التحرير الشعبي الصيني.

وفي يناير/كانون الثاني، وضعت شركة “سيتشوان لينغكونغ تيانشينغ تكنولوجي”، ومقرها بكين، خططًا لمسيرة أسرع من الصوت قادرة على السفر بسرعة “ماخ-4″، أي ما يعادل 4900 كيلومتر في الساعة، أو 3045 ميلًا في الساعة ومن المقرر أن يُطلق عليها اسم “كوانتيانهو”، وهو اسم يُطلق على ملك القرود في الأساطير الصينية.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.