في تونس، يُطلق على عيد الفطر اسم “العيد الصغير”، وتختلف العادات الغذائية من محافظة إلى أخرى، حيث يحرص التونسيون على إعداد أطباق خاصة تعكس تراثهم الغني وتنوعهم الثقافي.
نابل.. الملوخية ومرقة اللوبيا
في محافظة نابل (شمال شرقي تونس)، يُعد طبق الملوخية من أبرز أطباق العيد، ويُطهى بلحم البقر أو الضأن.
ونظرًا لأن طهيه يستغرق نحو سبع ساعات، يتم تحضيره قبل يوم من العيد على نار هادئة في أوانٍ نحاسية، ما يمنحه مذاقًا مميزًا ويرمز إلى العراقة.
تُضاف إليه التوابل، الثوم، والملح، ويُقدم على مائدة الغداء في اليوم الأول من العيد إلى جانب الخبز الفرنسي “الباقات” أو خبز الطابونة التقليدي المشوي في فرن الطين بالحطب.
إلى جانب ذلك، تشتهر نابل بإعداد “مرقة اللوبيا”، وهي طبق من الفاصوليا يُطهى مع “الكعابر”، كويرات اللحم المتبّلة.
الجنوب.. عادة توزيع الفول
في محافظات الجنوب، يتم طهي الفول وتقديمه للضيوف، حيث يُعتقد أنه يساعد في تقوية المعدة وتهيئتها لاستئناف النظام الغذائي بعد شهر من الصيام.
المنستير وبنزرت.. ولائم الأسماك
في المنستير (وسط شرق تونس) وبنزرت (شمال البلاد)، تتجلى أجواء العيد في ولائم الأسماك، حيث يتبادل الجيران والأقارب الأطباق البحرية، وسط تنافس على إعداد أشهى الأصناف.
بن قردان.. عصيدة الفارينة
في بن قردان، التابعة لمحافظة مدنين (جنوب شرق)، يشتهر الأهالي بإعداد “عصيدة الفارينة”، وهي وجبة تقليدية تتكون من مرق يُطهى بالقرع الأحمر واللحم، مما يمنحها مذاقًا مميزًا.
صفاقس.. “الشرمولة” و”الحوت المالح”
تتفرد محافظة صفاقس بعادة غذائية خاصة تجمع بين الحلاوة والملوحة، من خلال “الشرمولة” و”الحوت المالح”.
قبل أيام من العيد، تبدأ النساء في تنظيف كميات من الزبيب وطحنه لاستخراج مربى يُضاف إلى البصل المقلي بزيت الزيتون، مع بهارات مثل القرفة. يُترك المزيج على نار هادئة حتى يصبح داكن اللون، مملوءًا بنكهة مميزة تفوح في أرجاء المدينة.
ليلة العيد، تُنقع الأسماك المملحة في الماء للتخلص من الملح الزائد، ثم تُطهى صباح العيد في الماء الساخن، لتُقدَّم مع “الشرمولة” في وجبة فطور مميزة لأهالي صفاقس.
عيد الفطر وعاداته الغذائية
تؤكد الباحثة في الموروث الثقافي التونسي، سلاف السالمي، أن المطبخ التونسي يتميز بتنوع أطباقه، لكن لعيد الفطر عاداته الخاصة.
وأوضحت في حديثها لـ”العين الإخبارية” أن هذه الأطباق تهدف إلى استعادة نشاط الجسم وتوازنه الغذائي بعد شهر من الصيام.
كما أشارت إلى أن الأكلات التقليدية تساعد الجسم على الاحتفاظ بالماء، ما يساهم في تعويض السوائل المفقودة خلال رمضان، ويساعد المعدة على العودة تدريجيًا إلى طبيعتها.