دراسة حديثة توثق تورط البشر في تدمير التنوع البيولوجي

خرجت معاهدة التنوع البيولوجي عام 1992 من رحم قمة الأرض في ريو دي جانيرو، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التنوع البيولوجي الذي يفقده النظام البيئي بصورة رئيسية نتيجة الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية الناتجة أيضًا عن الأنشطة البشرية.

وبالفعل أشارت الكثير من الدراسات إلى أنّ أصابع الاتهام تُشير في أغلب الأحيان إلى البشر وتحملهم مسؤولية موجة الانقراض الهائلة التي نشهدها اليوم وتؤدي إلى اختفاء الأنواع النباتية والحيوانية بصورة غير مسبوقة حول العالم.

اقرأ أيضًا: مصدر يكشف تفاصيل صدمة النادي الأهلي بعد إصابة وسام أبو علي

مع ذلك، لم يتوصل العلماء إلى تقييم دقيق لمدى التدخل البشري في الطبيعة. ويعود هذا بصورة رئيسية إلى أنّ معظم الدراسات ركزت على الجوانب الفردية أو لدراسة كائنات محددة في بيئات محددة بدلًا من دراسة نطاق واسع يُعطي صورة أوسع، ما يُصعب عملية الحصول على بيانات ومعلومات حول هذا الأمر.

سد الفجوة!

أرادت مجموعة بحثية دولية سد تلك الفجوة وإجراء دراسة استقصائية واسعة النطاق على مجموعة هائلة من الأنواع الحية. ونشروا نتائجهم في دورية “نيتشر” (Nature) في 26 مارس/آذار 2025.

اقرأ أيضًا: مشيرة خطاب: مصر تمضي بثبات نحو تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق المساواة للجميع

جمع الباحثون بيانات من 2100 دراسة قارنت التنوع البيولوجي في نحو 50 ألف موقع متأثر بالأنشطة البشرية مع نفس العدد من المواقع المرجعية، وهي المواقع التي لم تتأثر بالأنشطة البشرية. وشملت الدراسة: موائل المياه العذبة، الموائل البحرية حول العالم، الموائل الأرضية، وأنواع كثيرة من الميكروبات والفطريات وصولًا إلى النباتات واللافقاريات. إضافة إلى الأسماك والطيور والثدييات. ما جعلها واحدة من أكبر الدراسات في مجال التنوع البيولوجي على الإطلاق.

بعد ذلك، حللوا التأثيرات البشرية الرئيسية الخمسة على التنوع البيولوجي والتي تشمل: تغيرات الموائل، الصيد الجائر، تغير المناخ، التلوث، الأنواع الغازية.

اقرأ أيضًا: تجدد إصابة طاهر محمد طاهر وغيابه لمدة شهر

وماذا بعد؟

أكدت نتائج الدراسة على التأثيرات البشرية المدمرة للبشر على التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم؛ ففي المتوسط، كان عدد الأنواع في المواقع المتأثرة بالأنشطة البشرية أقل بنسبة 20% مقارنة بالمواقع التي لم تتدخل فيها الأنشطة البشرية.

وبصورة خاصة؛ كانت هناك خسائر واضحة في الفقاريات مثل الزواحف والبرمائيات والثدييات؛ والتي تميل أعدادها إلى أن تكون أصغر بكثير من أعداد اللافقاريات. أشارت الدراسة أيضًا إلى التأثيرات الواضحة للتغيرات المناخية على النباتات وبعض أنواع الميكروبات والفطريات الدقيقة.

اقرأ أيضًا: تعرف علي قائمة الأهلي لمواجهة أورلاندو بايرتس

يرى مؤلفو الدراسة أنّ هذه النتائج مثيرة للقلق؛ خاصة وأنها تعتمد على بيانات ومعلومات صحيحة عالميًا. لذلك، من الضروري وضع أهداف واقعية لاستعادة التنوع البيولوجي والحفاظ على الموارد البيئية.

اقرأ أيضًا: مروان حمدي يقود هجوم بيراميدز أمام المنصورة في كأس مصر

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.