ألقت إدارات مكافحة المخدرات في دبي وأبوظبي والشارقة، بالتعاون مع فرق التدخل السريع، القبض على عصابة تتكون من ثلاثة إماراتيين أصحاب سوابق في تجارة وتهريب المخدرات، قبل تنفيذهم عملية ترويج 25 كيلوغراماً من مادة الحشيش المخدر.
وقال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي، إن العملية أطلق عليها اسم «ثعلب الصحراء»، نظراً لوقوعها في الصحراء.
وأوضح أن «ثعلب الصحراء» بدأت في أوائل أغسطس الماضي، حين وردت معلومات تشير إلى أن المتهم الأول في العملية يدعى (ح.س)، سيسلم كمية من المخدرات إلى شخص مجهول بالقرب من منطقة الفقع في الخامس من سبتمبر الماضي.
وأضاف العسماوي أن تحريات رجال المكافحة كشفت أن المتهم الأول إماراتي في الخمسينات من عمره، تاجر ومهرب دولي خطر، يقيم في مدينة العين، ولديه حظيرة بالقرب من بلدة الفقع في دبي، يستخدمها ظاهرياً لتربية الماشية، أما في الواقع فإنها بؤرة يمارس من خلالها نشاطاته في تجارة المخدرات.
وأشار إلى أنه سبق القبض عليه من قبل الأجهزة المختصة بمكافحة المخدرات في السعودية، وحكم عليه في تاريخ 26 ديسمبر 1997 بالسجن لمدة 20 سنة، إضافة إلى 2000 جلدة، بتهمة جلب واستيراد المواد المخدرة إلى المملكة.
وأشار العسماوي إلى أن فريق العمل توجه فوراً إلى المكان المعد لتنفيذ العملية، ورصد المتهم وهو يدخل الصحراء، ويتوجه بسيارته إلى موقع قريب من إحدى الأشجار، ويستخرج حقيبة مدفونة في الرمال، ثم يعود تجاه الفقع، لافتاً إلى أنه تبين لاحقاً أن الحقيبة تحوي عدداً كبيراً من قوالب مستطيلة الشكل من مخدر الحشيش.
وتابع أن فريقا آخر تولى مراقبة المتهم بعد مغادرة المكان ورصده وهو يلقي الحقيبة التي تحوي المخدرات بالقرب من شجرة تقع على الطريق العام، ثم التقى رجلاً فترة قصيرة وغادر، فيما قام الرجل الآخر بالتقاط الحقيبة وغادر متجهاً إلى مدينة العين.
وأوضح أن فريق العمل راجع الإدارة المركزية للعملية بشأن المستجدات، واتخذ قراراً بالاستمرار في الكمين إلى حين عودة المتهم الأول إلى الموقع الذي حصل منه على الحقيبة وضبطه متلبساً، ما استلزم قضاء الليل في الصحراء.
وأفاد العسماوي بأنه نظراً لمتطلبات التحرك المرن والسريع في العملية، والظروف البيئية الصحراوية الصعبة، تم تعزيز قوة الكمين بوحدة دعم من فرقة التدخل السريع في شرطة دبي، التي تولت مطاردة المتهم فور عودته والقبض عليه وسط الصحراء، بعد أن حاول تعريض حياة رجال الشرطة للخطر.
وتابع أن فريق العمل واصل جهوده بعد ضبط المتهم الأول، ونسق مع إدارة مكافحة المخدرات في شرطة الشارقة، التي استدعت بدورها مجموعة من قوة التدخل السريع للقبض على متهم ثانٍ، يدعى (ف.ج.م)، معروف بجنوحه الإجرامي وخطورته، ومباغتته داخل سيارته من قبل القوى الأمنية المشتركة في إمارة الشارقة، وعثر بحوزته على مسدس معد للاستخدام.
والمتهم في الأربعينات من عمره، رجل أعمال إماراتي، يقيم في إمارة الشارقة، معروف أنه ناشط خطر في تجارة وتهريب المخدرات، ومن أصحاب السوابق، إذ صدر أمر بالقبض عليه في سلطنة عمان في شهر يوليو عام 2000 بتهمة تجارة وتهريب المخدرات، وفي 31 يوليو عام 2001 حكمت عليه المحكمة في عمان غيابياً بالسجن 10سنوات وبغرامة مالية 15 ألف ريال عماني.
كما أوقف المتهم في نوفمبر 2003 من قبل السلطات اللبنانية بتهمة تهريب المخدرات، واعترف آنذاك بأنه دخل إلى لبنان مرات عدة بجواز سفر باكستاني مزور وأدين من قبل القضاء اللبناني بالسجن خمس سنوات وغرامة 50 مليون ليرة لبنانية، وتولت الجهات المختصة في الإمارات استرداده من السلطات اللبنانية عام 2005، وفقاً للاتفاقات القائمة بين الدولتين في هذا الشأن، وكون المتهم مطلوباً لديها في قضايا جنائية عدة.
وأضاف أن المتهم الثاني اعترف بأنه كان يتولى تزويد المتهم الأول بالمخدرات، وأنه سلمه نحو 25 كيلوغرام حشيش لترويجها، وأنه على اتصال وتنسيق مستمر مع أحد التجار المقيمين في باكستان.
وأوضح العسماوي أن المعلومات الاستخباراتية المتوافرة لدى الإدارة أدت إلى ضبط المتهم الثالث (س.ع.س)، الذي التقى المتهم الأول وحصل منه على حقيبة مخدرات، وذلك بالتعاون مع شرطة أبوظبي، وعثر خلال تفتيش سيارته على كيلوغرام حشيش اشتراه عينة من المتهم الأول.
وأفاد بأن المتهم الثالث إماراتي في الثلاثينات من العمر، يعمل لدى إحدى الجهات الحكومية، ويقيم في مدينة أبوظبي، ومعروف بنشاطاته في المخدرات، وأكدت التحريات أنه كان يعتزم شراء كمية المخدرات من المتهم الأول.
وتابع أن المتهمين الثلاثة أحيلوا إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، بعد إسناد تهمة حيازة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وترويجها للأول والثاني، أما الثالث فأسندت إليه تهمة حيازة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وترويجها والاشتباه في تعاطيها.
وأكد العسماوي أن العملية شهدت أداء متقدماً من حيث التعاون والتنسيق بين أكثر من جهاز لمكافحة المخدرات في الدولة، وبرز فيها جانب الاستخبارات من رصد وتبادل للمعلومات.
إلى ذلك، قال مدير إدارة مكافحة المخدرات في القيادة العامة لشرطة الشارقة، العقيد علي سالم الخيال، إن الملاحظة المهمة في العملية أن جميع المتهمين إماراتيون، ما يستدعي التعامل بصرامة مع أمثالهم، نظراً لما يمثلونه من خطر على المجتمع.
فيما عزا مدير إدارة مكافحة المخدرات في أبوظبي، العقيد إبراهيم الزعابي، نجاح عملية «ثعلب الصحراء» إلى التعاون بين الأجهزة الأمنية المختصة المشاركة من حيث تبادل المعلومات، والتخطيط، والتنفيذ، والرصد والمتابعة من قبل جميع الأطراف لمجريات الأمور أولاً بأول.
واعتبر أن «ثعلب الصحراء» مؤشر مهم للجهات الأمنية المختصة، تستدعي توسيع التعاون والتفكير بوضع استراتيجيات عامة وشاملة تلبي متطلبات العمل في مجال مكافحة المخدرات.