
في أجواء من الحزن والأسى، ودّع المجتمع الأكاديمي المصري والعربي الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، الذي وافته المنية عصر يوم الخميس خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي الأيام التي وصفها الله بالمباركة والعِتق من النار. الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب قيادات الوزارة والجامعات والمعاهد البحثية، عبّروا عن بالغ الحزن والأسى لفقدانه، داعين الله أن يرحمه ويُسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسّلوان.
الأزهر الشريف يرثي أحد أعمدته البارزة
وفي بيان رسمي، نعى الأزهر الشريف فقيده الجليل عبر خطاب تضمن كلمات مؤثّرة من شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الذي وصف الراحل بأنه كان نموذجًا يحتذى به بين العلماء، ومثالًا حيًا للإخلاص في خدمة الدين والوطن ومؤسساته. وشدد البيان على مكانة الدكتور المحرصاوي باعتباره رمزًا ملهمًا أخلص في أداء رسالته العلمية والتعليمية، وساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة الأزهر ونشر رسالته المعتدلة.
إرث علمي يبقى شاهداً على مسيرته
أشاد شيخ الأزهر بإنجازات الفقيد التي أغنى بها المكتبة العلمية من خلال تأليفاته المتنوعة التي ستظل مرجعيًا هامًا للباحثين وطلاب العلم، مشيرًا إلى أن الدكتور المحرصاوي جمع بين القيادة والعطاء العلمي بمنتهى التميّز والإتقان. كما أثنى على دوره الفعّال كرئيسٍ سابق لأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وهي ضمن جهوده الطموحة لدعم وتأهيل الأجيال القادمة من الدعاة.
العزاء والتقدير لأسرة الفقيد ومحبيه
الأزهر عبّر بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد وأبنائه وطلابه، مؤكدًا أن فقدانه يمثّل خسارة كبيرة للمجتمع الأكاديمي وللأزهر بصفة خاصة. ودعا البيان الله أن يمنح أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يبقى إرثه العلمي والإنساني ملهمًا للأجيال القادمة.
يظل الدكتور محمد المحرصاوي رمزًا للعطاء الوطني والعلمي، وها هو يودّع عالمنا تاركًا خلفه إرثًا خالدًا تتناقله الأجيال وذكرى طيبة تنطق بفضله ومكانته بين محبيه وتلاميذه.