كيف يعلمنا الإسلام تحويل العدو إلى صديق؟ رؤية مميزة من إبراهيم الهدهد

كيف يعلمنا الإسلام تحويل العدو إلى صديق؟ رؤية مميزة من إبراهيم الهدهد

في برنامج “ولا تفسدوا”، الذي يُبث عبر قناة “الناس”، تطرق الحديث إلى قيمة أخلاقية رفيعة تدعو إلى معالجة الإساءة بالإحسان، وذلك استنادًا إلى آية قرآنية كريمة ترسم منهجًا عمليًا للتعامل مع المواقف العدائية، حيث يمكن للخير أن يقضي على العداوة ويحولها إلى مودة وصداقة دائمة. وبهذا يتجسد السلوك الإنساني الراقي الذي يدعو إليه الإسلام.

قوة الإحسان تتجاوز الانتقام

في تعليقه على هذا المبدأ، استشهد المتحدث بكلام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، الذي قال: “إذا التزمت الأمة هذا النهج، عصمت دماءها وأظهرها الله على عدوها”. وأكد أن قوة مواجهة الإساءة بالإحسان ليست ضعفًا أو خضوعًا، بل هي مظهر من مظاهر القوة الحقيقية التي تنبثق من سيطرة الإنسان على شهوات الانتقام والبغضاء. التعامل مع المسيئين بإحسان يعزز التفاهم ويغرس بذور المحبة في القلوب التي كانت تمتلئ بالكراهية.

قلوب البشر في يد الله وحده

أشار الحديث إلى أن القلوب بيد الرحمن يقلبها كما يشاء، وأن الإحسان في التعامل مع المسيئين يفتح باب تدخل الله في تحويل قلوبهم، ليصبحوا مع الأيام صادقين في موالاتهم ومشاعرهم الطيبة تجاه من أحسن إليهم. وهذا الخلق الراقي لا يُمنح إلا لمن أحسن صلته بالله تعالى وأدرك عظمة هذه القيمة الأخلاقية.

قصة تُلهم في التسامح والعفو

سرد المتحدث قصة ملهمة لعبد الله بن مسعود عندما تعرض للسرقة في سوق البصرة. فبدلًا من اللجوء إلى الغضب أو الدعاء على السارق، رفع يديه إلى السماء ودعا: “اللهم إن كان الذي دفعه إلى السرقة شدة حاجة، فسد حاجته بما سرق، وإن كان دافعه نزغ الشيطان، فاذهب عنه نزغه”. بهذه الكلمات الرقيقة والعفو النبيل، ضرب الصحابي الكريم أروع الأمثلة في التسامح الذي يعكس قيم الإسلام الرفيعة. هذه القصة تمثل نموذجًا حيًا يحتذى به في نشر ثقافة الإحسان والمحبة بين البشر.

من خلال هذا النموذج الإنساني، يؤكد الإسلام على قوة العفو والإحسان كأداة لأسمى درجات الإصلاح المجتمعي والتهذيب النفسي، ليكون الإنسان رسول خير وسلام في محيطه.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.