أيمن أبو عمر: مزاح جارح وتنمر يهددان القيم الإنسانية والرحمة هي الحل

أيمن أبو عمر: مزاح جارح وتنمر يهددان القيم الإنسانية والرحمة هي الحل

الرحمة ليست مجرد شعور عابر يفتقد العمق أو موقفًا عابرًا يظهر في لحظات محددة، بل هي أسلوب حياة متكامل ينعكس في كل جانب من جوانب التعامل الإنساني، وصولًا للمزاح والضحك بين الأصدقاء، بحسب ما أكده الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، في حلقةٍ مؤثرة من برنامج “رحماء بينهم”، المُذاع على قناة “الناس”.

الحدود الأخلاقية للمزاح

لفت الدكتور أيمن أبو عمر إلى أن البعض قد يُخطئ فهم مفهوم المزاح، متجاوزًا حدوده الطبيعية ليُحوّله إلى أداة تتسبب في الأذى أو الإساءة للآخرين من خلال التنمّر أو السخرية أو حتى الترويعات المُفزعة، موضحًا أن النبي محمد ﷺ كان مثالًا يحتذى به في المزاح الراقي، فلم يتفوّه ﷺ أبدًا بما قد يجرح أو يُؤذي الآخرين، وهو الذي قال: “إني لا أقول إلا حقًا”.

كلمات قد تهوي إلى العواقب الوخيمة

وأوضح أبو عمر خطورة الكلمة التي قد تبدو بسيطة في نظر قائلها، لكنها تحمل آثارًا نفسية مدمّرة، وقد تكون سببًا في تحطيم شخص أو إشعاره بالألم النفسي، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا”. هذه الكلمات الجارحة، التي لا يُلقي البعض لها بالًا، قادرة على إشعال الصراعات النفسية أو التسبب في عزلة اجتماعية للضحية.

ظاهرة التنمر وتأثيرها على المجتمع

تطرّق الدكتور أبو عمر إلى قضية التنمر، خاصةً بين الأصدقاء أو الزملاء في المدارس والجامعات، مشددًا على أن السخرية من الشكل أو طريقة النطق أو أسلوب اللباس ليست سوى صورة من أسوأ أشكال التفاعل الإنساني. وأضاف أن هذه السلوكيات قد تدفع البعض إلى الانعزال عن المجتمع أو التفكير بأفعال مؤذية لأنفسهم نتيجة تلك الضغوط النفسية.

المزاح الذي يخيف الآخرين مرفوض شرعًا

تناول أبو عمر جانبًا آخر خطيرًا من المزاح يتمثل في استخدام الألعاب النارية أو المقالب التي تُثير الذعر في النفوس، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ نهى عن ترويع الآخرين، مؤكدًا ذلك بقوله: “لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادًا”. وبالتالي، فإن نشر الخوف والفزع بين الناس لا يتماشى مع القيم الإنسانية أو الشرعية.

رؤية النبي ﷺ حول المزاح

اختتم الدكتور أيمن حديثه بدعوة إلى ضرورة الاقتداء بنهج النبي محمد ﷺ في أدبه مع المزاح، بحيث يكون وسيلةً للتقارب وإثراء المحبة بين البشر، لا سببًا في إحداث شرخ أو ألم. فلتكن الابتسامة والكلمات اللطيفة أداة لإشاعة الألفة وتعزيز العلاقات، وليس لهدمها أو خلق جروح نفسية عميقة بين الأفراد.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.