في ساعةٍ من التأمل والإيمان، تأتي قصة زكريا عليه السلام لتُشعل في القلوب جذوة الثقة برحمة الله واستجابة الدعاء. يُحكى أن الله استجاب لنداء نبيّه زكريا حين دعاه بقلبٍ خاشع راجيًا الذرية، فأكرمه بغلامٍ لم يُسمَّ مثله من قبل، وهو “يحيى”. وقد أُشير إلى أن هذا الاسم يعكس قيمة أخلاقية رفيعة ومكانة مميزة، وهو ما يستدعي التأمل في عظمة الاختيار الإلهي لكل أمر.
ثقة لا تتزعزع في رحمة الله
استعرض الداعية في حديثه كيف أن زكريا عليه السلام، برغم تعجّبه من كيفية حدوث هذا الأمر، ظل قوي الإيمان بأن الله لا يعجزه شيء. ذكّره الله بأنه قد خلَقه أول مرة من العدم، في إشارة إلى أن قدرته على تحقيق المستحيلات أمر هيّن أمام عظمته. ويُبرز هذا الحوار في القرآن لحظة التقاء الإنسان بعجزه كبشر وإيمانه بقدرة الله المطلقة على تحقيق المعجزات.
الحكمة الإلهية في استجابة الدعاء
تناول الداعية مغزى القصة، مؤكّدًا أن مشهد النبي زكريا في لحظات الانتظار والتوسل ليس إلا انعكاسًا لمعاناة الإنسان حينما يواجه الألم أو خيبة الأمل. لكنه لفت إلى أهمية تقبّل حكمة الله التي تتجلّى في كون الاستجابة للدعاء تأتي في التوقيت المثالي والطريقة التي تحمل الخير الحقيقي، وليس بالضرورة وفق توقعات العبد.
درس في اليقين والصبر
القصة القرآنية تجعلنا نتأمل فيما تعكسه من قيمة اليقين بصفات الله، كصفة الإجابة، التي تبعث في النفس راحة وسلامًا في مواجهة شقاء الشك والتذمّر. فعندما يتعلم الإنسان أن لكل دعوة مستجابة وقتها الخاص، فإنه يدرك تمامًا أن تأخير الإجابة قد يحمل عناية إلهية خفية يعجز المرء عن إدراكها في حينها.
إن هذه الحكاية القرآنية ليست مجرد قصة تنقل لنا تفاصيل حياة نبي، بل هي دعوة مفتوحة لتعليم الصبر والثقة بأن عطاء الله لا يحِيد ولا يتأخر عما فيه خير لعباده.