تتحرى دار الإفتاء المصرية هلال شهر شوال لعام 1446 هجري يوم السبت المقبل عقب صلاة المغرب، إذ يأتي ذلك بالتزامن مع انتهاء ليلة 27 رمضان، التي يعدها الكثير من العلماء أرجى ليالي القدر. ومع قرب نهاية الشهر الفضيل، يشهد اهتمام المصريين تناميًا لافتًا حول أدعية ختم القرآن الكريم، التي تمثل إحدى أبرز الطقوس الروحانية في هذه الأيام المباركة، حيث يبحث الجميع عن دعاء جامع يختتمون به قرآنهم ويودعون به شهر رمضان.
أثر روحاني لدعاء ختم القرآن في رمضان
مع الاجتهاد في قراءة القرآن الكريم خلال الشهر الكريم، يتجلى دعاء ختم القرآن كجزء روحي عميق يربط العباد بربهم. يبدأ الدعاء بحمد الله وشكره على نعمه الوافرة، ثم يتضمن التوجه إلى الله بسؤال القربى والهداية، وختام الأعمال بالصالحات. يُذكر في الدعاء: “اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحّصًا”.
عبارات تتسلل إلى الروح وتطهر القلوب
تتميز الأدعية بعباراتها التي تجمع بين التوسل والمدح والابتهال، مثل: “اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين”. تدعو هذه الكلمات العميقة إلى التأمل في نعمة القرآن وأثره في النفس، مما يعزز روحانية المسلم في هذه الأيام المباركة.
ذكر الله في كل الأوقات
يتضمن الدعاء تمجيدًا لعظمة الله وصفاته، ويشمل قوله: “اللهم أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق”. هذه العبارات تذكر المسلم بحقائق الحياة الآخرة، وتحثه على التمسك بالقرآن والأعمال الصالحة.
تضرعات للعفو والعتق من النار
في ليلة تختم فيها النفحات الرمضانية، يجدد الدعاء الأمل في القبول والعتق من النار، حيث يقول المسلم: “اللهم إنك تتفضل على عبادك في آخر الليالي من شهر رمضان بعتق رقابهم من النار، فأعتق رقابنا ورقاب أحبابنا”. يمثل هذا القسم الرجاء الحار في رحمة الله ومغفرته الواسعة.
آمال تتجدد للأمة الإسلامية
لا يقتصر الدعاء على الفرد، بل يشمل الأمة بأسرها، حيث يقال: “اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين”. مع هذه الكلمات، تتجسد وحدة المسلمين وسؤالهم لله أن يحفظ بلادهم ويؤمن أوطانهم من الفتن والمحن.
في ختام هذا الشهر الكريم، تظل علاقة المسلم بربه محور حياته وأساس عبادته، وتأتي أدعية ختم القرآن لتكون خاتمةً روحية رائعة لهذا الموسم الإيماني الذي يمدّ الروح بالسلام والسكينة.