في يوم القيامة، حين يقف البشر أمام ربهم، تبرز ملامح النور الإلهي على وجوه البعض بفضل أعمالهم الصالحة وعلاقتهم القوية بالله عز وجل. شدد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أهمية الصلاة والوضوء في تمييز المسلمين يوم القيامة بدلائل نورانية ليست مجرد ظاهرة جسدية بل كرامة ربانية لأهل الطاعة.
أثر السجود على وجوه المؤمنين
تحدث الشيخ خالد الجندي عن أن النور الذي يصاحب وجوه الساجدين يوم القيامة كما ورد في القرآن الكريم بقوله: “سيماهم في وجوههم من أثر السجود”، يشمل كل من يسجد لله دون تمييز بناءً على صفات ظاهرة فقط مثل العلامة المعروفة بـ “زبيبة الصلاة”. ويرى الشيخ أن تلك العلامة ليست دليلًا قاطعًا على التقوى، مؤكدًا أن النساء اللواتي يسجدن أكثر من الرجال في الكثير من الأحيان، لا تظهر على وجوههن هذه العلامة بسبب حجابهن، مما يثبت أن النور الذي نتحدث عنه هو هبة ومنحة إلهية تزين الوجوه الطاهرة.
كرامة الوضوء وأثره
أشار الشيخ الجندي إلى حديث النبي محمد ﷺ الذي يبرز أن الأمة المحمدية ستأتي يوم القيامة مشرقة الوجوه من أثر الوضوء، بقوله: “إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء”. هذا الوصف يوضح أن الوضوء، على الرغم من كونه عملية تطهير جسدي، يُترجم يوم القيامة إلى إشعاع نوراني يتميز به أهل الطاعة.
الصلاة مفتاح للنور في الدنيا والآخرة
وفي دعوة لجميع المسلمين، أكد الشيخ على أهمية المداومة على الصلاة، فهي ليست فقط وسيلة للتواصل مع الله عز وجل، ولكنها أيضًا المفتاح الذي يجلب النور والهداية في الدنيا والآخرة. كما أشار إلى أن الحفاظ على السجود وتكراره بخضوع وإخلاص يُعزز من مكانة المسلم يوم القيامة، ويمنحه نورًا يُميزه وسط الخلق.
يد الطاعة التي تؤثر في الحياة الآخرة
بيّن الشيخ خلال حديثه في برنامج “لعلهم يفقهون” المذاع على قناة “dmc”، أن قمة التأثير في يوم القيامة تتجلى في علاقتنا بالطاعة والعبادة الحقيقية. وفي إشارة إلى الآية الكريمة من سورة الفتح التي تصف المؤمنين بأنهم “ركعًا سجّدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا”، أكد أن هذه القرينة هي دليل عميق على أهمية النية الخالصة والابتغاء لتحقيق رضا الله التي تترك أثرها الأبدي في حياة ما بعد الموت.