في خضم التحديات الإقليمية المتزايدة، تُسابق مصر الزمن لتعزيز الاستقرار الإقليمي وإرساء أسس السلام المستدام، وذلك من خلال جهود دبلوماسية حثيثة يقودها وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، الذي جدد تأكيده على ضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث لضمان تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة المضطربة.
التزام مصري لتحقيق الاستقرار الإقليمي
أعرب الوزير عبد العاطي عن أمله في أن تؤدي الجهود الجارية إلى احتواء التصعيد المتزايد، في ظل المخاطر التي قد تنجم عن استمرار التوترات، ما يعرض سلامة المنطقة واستقرارها للخطر. وشدد على أهمية تكاتف جميع الأطراف المعنية والالتزام بما تم التوافق عليه.
دور مصر في إعمار غزة
أكد وزير الخارجية أن القاهرة تواصل التنسيق مع الإدارة الأمريكية بشأن تفاصيل إعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية تركز على إيجاد آليات فعّالة تضمن تنفيذ الخطة بالتعاون مع المجتمع الدولي، الأمر الذي من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة من التنمية والاستقرار في القطاع.
اللجنة غير الفصائلية ومستقبل العملية السياسية
كشف عبد العاطي عن التوافق حول تشكيل لجنة غير فصائلية لإدارة قطاع غزة لفترة انتقالية تمتد لستة أشهر. وأكد أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا تتيح مشاركة جميع الأطراف دون إقصاء، بما يضمن التوصل إلى حلول مستدامة للأزمة السورية.
رفض تقسيم السودان وضمان استقراره
أكد الوزير رفض مصر القاطع لأي محاولات لتشكيل حكومة سودانية موازية تهدف إلى تقسيم البلاد وزعزعة استقراره. وأشار إلى أن مصر تدعم وحدة السودان وتسعى إلى تحقيق حل سلمي دائم يحفظ مصالح الشعب السوداني.
الشراكة المصرية الأمريكية: مصالح استراتيجية مشتركة
سلط عبد العاطي الضوء على متانة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، التي تمتد لأكثر من أربعة عقود. وأوضح أن هذه الشراكة الاستراتيجية تتميز بتعاون وثيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مشيرًا إلى انعقاد “منتدى مستقبل مصر الاقتصادي” لتعزيز التجارة وزيادة الاستثمارات الأمريكية في مصر.
ضرورة اتفاق ملزم بشأن السد الإثيوبي
شدد الوزير على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن تشغيل سد النهضة الإثيوبي، بما يحفظ حقوق دولتي المصب ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف. وأكد أن مصر تشدد على ضرورة التنسيق والتعاون لضمان عدم الإضرار بأي طرف.
موقف مصر الداعم لسوريا
جدد عبد العاطي تأكيد مصر الراسخ على دعم الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية لمواجهة التحديات الأمنية التي تهدد استقرارها. كما دعا إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة كافة الأطياف والطوائف في سوريا، مع التشديد على مكافحة الإرهاب والتطرف بما يضمن أن تكون سوريا عنصر استقرار في المنطقة.
بهذا التوجه الحاسم والدور المحوري، تواصل مصر العمل على دعم الاستقرار الإقليمي وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، في إطار رؤية شاملة تسعى لتحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.