Site icon جريدة مانشيت

فضل الدعاء في ليلة القدر كما أوضحه علي جمعة: عبادة عظيمة ومفتاح الاستجابة

2025 3 27 11 4 50 895.webp

الدعاء ظلٌّ من العبودية الخالصة والطريق الأجمل للتقرب إلى الله، فهو ليس مجرد طلب للحوائج أو الرغبات بل هو تعبير عميق عن الافتقار إلى الله والاعتراف بربوبيته وألوهيته. هذا ما أكد عليه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية الأسبق، مشيرًا إلى أن الدعاء هو جوهر العبادة، مستشهدًا بقوله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”.

الدعاء: عبادة لا تقتصر على المطالب الكبيرة

يرى الدكتور علي جمعة أن الدعاء بمفهومه الشامل لا يقتصر فقط على الأمور العظيمة والمتطلبات الكبرى، بل يمكن أن يشمل حتى التفاصيل اليومية البسيطة في حياة الإنسان. واستشهد بحديثه عن النبي موسى عليه السلام الذي كان يدعو الله حتى في أبسط الأمور مثل ملح طعامه، مما يعكس فلسفة روحانية عميقة تدعو المسلم للتوجه إلى الله في كل لحظة مهما بدت صغيرة.

الدعاء في الأمور الدنيوية.. ما حدود المشروعية؟

وفي حديث مثير قد يتبادر إلى الأذهان كثيرين، أوضح الدكتور علي جمعة أن الدعاء مفتوح حتى في الأمور اليومية البسيطة والهوايات الشخصية، مثل تشجيع فريق رياضي. فإذا دعا فرد لفوز فريقه المفضل، فليس في ذلك حرج، شريطة أن يقرّ العبد بتسليم كامل لحكم الله حين تكون النتائج مخالفة لرغباته. فالقضية تكمن في اللجوء إلى الله في كل شيء مع اليقين بأن قضاء الله هو الأفضل والأدق.

ليلة القدر: هدية ربانية لاستجابة الدعوات

وعند الحديث عن ليلة القدر، شدد الدكتور علي جمعة على مكانتها العظيمة، لافتًا إلى أنها من أعظم الفرص التي حباها الله للمسلمين لاستجابة الدعوات ومضاعفة الأجر. وأوضح أن الله سبحانه وتعالى يهيئ هذه الليلة بملائكته لجعلها مكانًا وزمنًا مباركيْن يُستجاب فيهما الدعاء بأبعاد تفوق باقي الأيام والليالي بما لا يمكن تقديره.

وأكد أن العبادة في هذه الليلة تعدل ألف شهر، مما يجعلها أكثر من مجرد ليلة مباركة بل فرصة ذهبية لكل مسلم يسعى لتجديد صلته بربه والظفر برحمته. لذلك نصح الدكتور علي جمعة باستغلال كل لحظة في هذه الليلة المباركة من خلال الإكثار من العبادات والطاعات والدعاء.

الدعاء إذن هو العبادة الأسمى والوسيلة التي يكسر فيها المؤمن قيد الزمن، مرتفعًا بروحه نحو الأفق الإلهي. وهو ليس خيارًا اختياريًا بل أمر من الخالق، يعكس تنوعه وجماله في كل مجريات الحياة، من قلب المحن إلى طموحات صغيرة وحتى أدق التفاصيل، ليظل دائمًا جسرًا موصولًا بين العبد وربه.

Exit mobile version