في خطوة تعكس اهتمام مصر بتنمية الطفولة المبكرة، قادت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، اجتماعًا موسعًا يهدف إلى تعزيز منظومة الحضانات وتوسيعها على مستوى الجمهورية. يأتي هذا التوجه استجابة للحاجة الملحة لزيادة أعداد الحضانات وتقديم خدمات تعليمية وتربوية تهدف إلى إعداد الأطفال وتجهيزهم لمراحل متقدمة في مسيرتهم التعليمية.
التوسع في منظومة الحضانات: أولوية إستراتيجية
ناقش الاجتماع تفاصيل خطة التوسع في منظومة الحضانات، حيث تبين أن عدد الحضانات المرخصة حاليًا لا يتجاوز 13,900 حضانة على مستوى الجمهورية. وتهدف الوزارة إلى زيادة التغطية للأطفال من عمر 0 إلى 4 سنوات، حيث تسعى إلى رفع نسبة استفادة هذه الفئة من الحضانات من 8% إلى 25% في مختلف مناطق الجمهورية، وهو ما يتطلب جهودًا كبيرة لتطوير البنية التحتية وتوفير الكفاءات المطلوبة.
خطوات عملية للتغلب على التحديات
وجّهت الوزيرة بضرورة القيام بمسح شامل للحضانات الموجودة حاليًا، وتحليل المعوقات التي تعيق التوسع في تقديم هذه الخدمة الحيوية. كما شددت على أهمية مراجعة شروط ترخيص الحضانات والعمل على تسهيل الإجراءات الإدارية المرتبطة بها، وذلك لتشجيع مزيد من الاستثمارات في قطاع الطفولة المبكرة. وقد أكدت على ضرورة التنسيق المشترك بين الجهات الحكومية المختلفة مثل وزارات التربية والتعليم، التنمية المحلية، الصحة والسكان، والإسكان، إلى جانب وزارة الداخلية، بهدف توحيد الجهود وتحقيق نتائج ملموسة تعزز من جودة الخدمات المقدمة للأطفال.
أهمية الحضانات في تنشئة الأطفال
تلعب الحضانات دورًا حاسمًا في تربية الأطفال الملتحقين بها، حيث تسهم في نموهم الجسدي، العقلي، والنفسي بشكل سليم. وتمثل هذه المرحلة المبكرة فرصة لتنمية المواهب والقدرات الكامنة لدى الأطفال من خلال برامج تربوية شاملة ومتكاملة. كما تساعد الحضانات في تهيئة الأطفال لمراحل رياض الأطفال بروح تتماشى مع القيم والأهداف المجتمعية، مع توفير دعم ومشورة تربوية للعائلات لنشر ثقافة التنشئة السليمة وتعزيز العلاقة بين الأسرة والحضانة.
وتمضي وزارة التضامن الاجتماعي قدمًا في تنفيذ هذه الرؤية الطموحة، سعيًا لتطوير جيل واعد ومؤهل يمتلك المهارات الأساسية اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية والمشاركة بفاعلية في بناء المجتمع.