على خشبة مسرح السامر بالعجوزة، أضاء العرض المسرحي “صديق العمر” لياليه الثانية بحضور لافت من نخبة النقاد والفنانين والصحفيين، أبرزهم الناقد المسرحي باسم صادق والناقد جمال الفيشاوي. هذا العمل الذي تقدمه فرقة الجيزة القومية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة يعد من أبرز الإنتاجات المسرحية التي تستقطب الجماهير والنقاد على حد سواء.
قصة مستوحاة من أعمال عالمية
المسرحية من تأليف وإخراج محمد فاضل القباني، واستوحيت فكرتها من مسرحية “الرجل الأحزن” للكاتب بيرج زيتونتسيان، مع اقتباسات متقنة من فيلم “الخلاص من شاوشانك”. تدور أحداثها حول شخصية استراود، السجين العبقري الذي يتحدى القهر والظروف الصعبة التي يفرضها الواقع عليه، ليجسد رحلة الكفاح من أجل تحقيق الأحلام رغم كل العقبات.
نجوم العرض والمواهب الشابة
العمل يضم مجموعة مميزة من فناني فرقة الجيزة القومية، الذين قدموا أداءً متناغمًا يعكس روح الفريق والتألق الفردي في آن واحد. تصميم الديكور والملابس جاء بلمسات إبداعية لعلي السماني، فيما أضفت الموسيقى التصويرية التي أعدها محمد خالد أبعادًا شعورية عميقة للمشاهد. كما ساهم أحمد أمين في إضفاء السحر البصري بالإضاءة المتميزة، فيما قامت مها نصر بإعداد استعراضات حيوية ومنسجمة مع روح العمل.
إبداع خلف الكواليس
على مستوى الدعم الفني والتنظيم، تولى فريق الكواليس مهمة إخراج التفاصيل بدقة، حيث أشرف على التدقيق اللغوي كل من د. محمد البدر وأحمد سعيد، ونفذ الموسيقى محمد رمضان. بإبداعها الفوتوغرافي، وثقت هدير السيد وإبراهيم عرابي اللحظات المهمة، بينما تعاملت خلود فارس وجرجس صبحي ومريم سليمان مع تصميم الفيديو بروعة. وجاء المكياج بلمسات مميزة لريهام شبانة، مما أضفى أبعادًا واقعية للشخصيات.
إنتاج ثقافي تحت مظلة وزارة الثقافة
هذا العمل الفني هو إنتاج مشترك بين وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الإدارة المركزية للشؤون الفنية. وبدعم واضح من الإدارة العامة للمسرح وإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد وفرع ثقافة الجيزة، تقود فرقة الجيزة القومية المشروع ضمن إطار تعزيز النشاط المسرحي ودعم المواهب الشابة.
الحضور الكبير والإشادة التي حظي بها العرض يؤكدان على استمرارية المسرح كوجهة فنية ملهمة وقوة قادرة على توحيد الجمهور عبر رؤى تنبض بالإنسانية والتجدد الإبداعي.