في حلقة من برنامج “نور الدين والدنيا” الذي يُعرض على قناة سي بي سي، طُرِح سؤال من طفلة أرادت معرفة هل سيحاسبنا الله إن كنا غير قادرين على مساعدة أهل غزة إلا بالدعاء فقط. سؤال أتى بعفويته متحدثًا عن إحساس عميق بالمسؤولية تجاه ما يعانيه أهل غزة، ليفتح باب التأمل في نوعية الأدوار التي يمكن أن يؤديها الأفراد في مواجهة الأزمات.
ماذا قال الدكتور علي جمعة في رده على السؤال؟
الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، قدم إجابة عميقة تُبرز رحمة الإسلام وعدالته. أشار إلى أن الله لا يحاسب الإنسان إلا على ما يستطيع فعله، مؤكدًا أن الحاضر القادر هو من يقع عليه واجب المقاومة ومواجهة العدوان، ولكن من هو غائب وغير قادر على التواجد في ميدان المواجهة فإن الله لن يعاقبه مادام يبذل جهده بما يقدر عليه.
الدعاء والمساندة بطرق مختلفة
أوضح الدكتور علي جمعة أن الدعاء الصادق لأهل غزة هو من أعظم وسائل الدعم الروحي. كما استشهد بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: “إذا لم يستطيع أحدكم أن يأتي بيت المقدس فليرسل إليه زيتًا”، في إشارة إلى أنه ينبغي لكل شخص أن يقدم ما يستطيع من مساعدة ولو بالقليل، سواء بالدعاء أو بتقديم الدعم المادي الذي يعينهم على الصمود.
مصر ودورها في نصرة غزة
لم يغفل الدكتور علي جمعة التأكيد على الدور الكبير الذي تؤديه مصر في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وخاصة غزة. حيث أشار إلى أن مصر تُعد من أكثر الدول تقديمًا للمعونات المادية والمعنوية لدعم أهالي غزة في وجه العدوان، معربًا عن أمله في أن تظل مصر وجيشها خير سند للأمة وأداة لدحر العدوان وكشف الغُمّة.
عبّر كلام الدكتور علي جمعة عن أهمية الوعي بالدور الشخصي لكل فرد في مواجهة الأزمات، مع تسليط الضوء على مفهوم القدرة والمسؤولية في الإسلام، ما يعزز الثقة في العدالة الإلهية والرحمة بالإنسان غير القادر.