مسلسلات رمضانية لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقه.. اكتشف التفاصيل

جاء موسم رمضان هذا العام مليئًا بالإنتاجات الدرامية الجديدة التي تسابق صناعها لجذب انتباه المشاهدين وسط زحام يصل إلى أربعين مسلسلًا متنوعًا. وبينما لاقت بعض الأعمال استحسان الجمهور لجودة محتواها وحملها موضوعات اجتماعية مؤثرة، كانت هناك مسلسلات أخرى مرت دون أن تترك بصمة تُذكر، حتى إن كثيرين لم يشعروا بوجودها طوال الشهر.

أعمال لم تحظَ بفرصة الظهور

من بين تلك الأعمال يأتي مسلسل “بنات همام” الذي تصدر القائمة، وهو عمل درامي تم تحويله على عجل من فيلم كان يترقب عرضه منذ خمس سنوات، لم يُكتب له الاستكمال آنذاك. رغم أن القصة تدور حول جدلية مثيرة وهي محاولة إثبات براءة ريا وسكينة من تهم القتل التي لصقتهما بها الروايات التاريخية، إلا أن العمل الذي ضم عددًا من الممثلين المميزين مثل وفاء عامر وحورية فرغلي لم ينل سوى القليل من الانتباه. وقد علقت الفنانة وفاء عامر على هذا التحول في التصنيف الدرامي للعمل بوصفه “مجازفة”، وهو ما يظهر في النتيجة النهائية لعرضه.

اقرأ أيضًا: حكم قضائي جديد يشعل الجدل حول قضية عرض “الملحد”

أما مسلسل “جريمة منتصف الليل”، الذي غاص في أجواء الجريمة والتشويق، فقد عرض قصة تتناول مقتل طالبتين جامعيتين في ليلة غامضة، لكن رغم العمق والغموض الذي يشكل عنصر جذب لعشاق هذا النوع من الدراما، إلا أنه افتقر إلى عوامل الدعاية وقد واجه صعوبة في لفت الأنظار باستثناء مشهد دعائي نفذته رانيا يوسف لخلق الجدل حول العمل، دون تحقيق تأثير دائم في اهتمام الجمهور.

تراجع شعبية أعمال اعتادت البروز

الجزء الثاني من مسلسل “قلع الحجر: قبايل الصخرة” لم يكن استثناءً من هذا المصير. فعلى الرغم من نجاح الجزء الأول منه العام الماضي، إلا أن الجزء الجديد لم يتمكن من استعادة بريقه السابق، وسط دهشة المشاهدين الذين فوجئوا بوجود جزء ثانٍ. يبدو أن ضعف الترويج وعدم الابتكار في تقديم العمل بشكل يشد الانتباه قد أثرا سلبًا على شعبيته، حتى بين جمهور البيئة الصعيدية التي عادة ما تحقق مثل هذه القصص نجاحًا واسعًا.

اقرأ أيضًا: محمد رجب يواجه محمد لطفي بحوار ناري..والمشهد يتصدر الترند

مسلسل “جوما”، بدوره، الذي يحمل اسمًا غامضًا ويضم أسماءً معروفة مثل ميرفت أمين وريم البارودي، لم ينجح أيضًا في اختراق عالم المشاهدات العالية. فلا القصة ولا الأداء نجحا في انتشال العمل من دوامة عدم الاهتمام.

لماذا أخفقت هذه الأعمال؟

الناقدة ماجدة خير الله أوضحت أن المشكلة الرئيسية التي تواجه هذه الأعمال تكمن في ضعف أدوات الترويج وغياب استراتيجيات التسويق الحديثة. وأكدت أن السوشيال ميديا أصبحت عنصرًا لا غنى عنه للتعريف بالأعمال الفنية، متسائلة عن مدى وعي صنّاع هذه المسلسلات بفعالية استخدام مثل هذه المنصات. وأشارت إلى أن نجاح الكثير من المسلسلات اليوم لا يرتبط بالضرورة بجودتها، بل بمدى قدرتها على الوصول إلى جمهورها المستهدف، خصوصًا في ظل المنافسة المحتدمة خلال موسم رمضان.

اقرأ أيضًا: ذروة الموجة الباردة.. هذه المناطق تسجل درجات تحت الصفر لأول مرة

أما الناقد أندرو محسن فقد أضاف أن المشكلة ليست فقط في ضعف الدعاية، وإنما تتعلق أيضًا بجودة هذه الأعمال ومدى جاذبية موضوعاتها للمشاهد. وتساءل عن جدوى تقديم جزء ثانٍ لبعض الأعمال مثل “قلع الحجر: قبايل الصخرة”، مع العلم أن الجزء الأول لم يحظَ بشعبية كافية. ورأى أن هذا الإصرار ربما يكون غير مبرر، خاصة عندما تكون الجمهوريات الخاصة بالعمل محدودة من البداية.

ما مصير هذه الأعمال بعد رمضان؟

حول فرص مشاهدة هذه الأعمال بعد رمضان، أكد محسن أن الحظوظ محدودة جدًا إن لم تكن منعدمة. ففي الوقت الذي يتجه فيه الجمهور لمتابعة الأعمال التي أثارت الجدل والإعجاب خلال الشهر الكريم، فإن هذه المسلسلات ستبقى على الهامش، مشيرًا إلى أن الجمهور بعد رمضان يركز على الأعمال التي حققت نجاحات واضحة مسبقًا. يبدو أن مصير هذه الأعمال هو التراجع أكثر في دائرة النسيان، مع تزايد صعوبة استعادتها لأي اهتمام حقيقي في المستقبل القريب.

اقرأ أيضًا: اخبار الفن| “بكرهك”.. صراخ وانهيار إلهام شاهين في “رامز إيلون مصر”

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.