يمثل التدخين الإلكتروني أحد أبرز التحديات الصحية التي أطلقت ناقوس الخطر عالميًا، لا سيما مع ظهوره كأحد الأسباب الرئيسية لما يطلق عليه “مرض الفشار” أو «EVALI»، وهو مرض تنفسي خطير قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإعاقة أو حتى الوفاة. وفقًا للخبراء، فإن هذا المرض ينتج عن استخدام السجائر الإلكترونية بفضل احتوائها على زيوت ومواد كيميائية تُحدث ضررًا بالغًا بالرئتين.
كيف يدمر مرض الفشار الرئتين؟
وفقًا للدكتور أندريه مارتيوشيف-بوكلاد، تدخل الزيوت والكيماويات الموجودة في سوائل السجائر الإلكترونية إلى أنسجة الرئة، مما يؤدي إلى تدميرها والتسبب في استجابة التهابية خطيرة. هذه الاستجابة قد تضعف القدرة الطبيعية للرئتين على تبادل الغازات، مسببًا نقص الأكسجين في الجسم وتفاقم الالتهابات الرئوية.
خطر التشخيص الخاطئ
التشخيص الدقيق لهذا المرض يمثل تحديًا كبيرًا للأطباء، إذ يمكن الخلط بينه وبين الالتهاب الرئوي الجرثومي الذي يتطلب علاجه المضادات الحيوية. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية ليست فعالة في حالات مرض «EVALI»، مما يزيد من حساسية الوضع الصحي للمصابين. ونظرًا إلى قلة الدراسات حول هذا المرض، فإن تشخيصه لا يزال معقدًا ويتطلب وعياً أكبر بالأعراض.
تحذيرات رسمية من التدخين الإلكتروني
حذرت الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية حقوق المستهلك من المخاطر الجسيمة الناجمة عن تدخين السجائر الإلكترونية، مؤكدة أن استخدامها الطويل قد يؤدي إلى الإصابة بمرض الفشار. هذا المرض يؤدي إلى التهاب، تندب، وتضييق القصيبات الهوائية، مما يمثل خطرًا صحيًا غير مسبوق.
الصوت المميز الذي ينذر بالخطر
تشير البيانات الرسمية إلى أن تشخيص المرض يمكن أن يتم من خلال ملاحظة الصوت المميز أثناء تنفس المريض، والذي يشبه صوت طقطقة الفشار. يعد هذا العَرَض إحدى العلامات التي تنبه الأطباء لاحتمالية الإصابة بـ«EVALI»، لكنها ليست كافية وحدها لتأكيد الحالة، الأمر الذي يجعل الوقاية والتوعية أولوية قصوى.
يكشف هذا التحدي الصحي خطورة التدخين الإلكتروني الذي انتهى به المطاف إلى أن يكون نقمة بدلًا من كونه بديلاً صحيًا كما كان يُعتقد سابقًا. التوقف عن التدخين الإلكتروني يمثل الحل الأمثل للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وحماية الرئتين من هذا المرض القاتل.