أثار شاطئ حنكوراب بمرسى علم جدلًا واسعًا، حيث باتت الأصوات تتعالى للمطالبة بحمايته من الأنشطة السياحية غير المستدامة التي قد تهدد جماله الطبيعي وتفرده البيئي. وفي إطار هذه الجهود، تعمل حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بقيادة خبراء في مجال الآثار والسياحة البيئية على تطوير الشاطئ مع الحفاظ الكامل على توازنه البيئي الفريد.
أهمية شاطئ حنكوراب والطبيعة الخلابة التي يتميز بها
يشكل شاطئ حنكوراب، الذي يقع ضمن محمية وادي الجمال بمحافظة البحر الأحمر، جنة طبيعية بفضل رماله الناعمة البيضاء ومياهه الفيروزية التي تجذب عشاق الغوص والسنوركلينج من كل أنحاء العالم. يتميز الموقع بوجود تنوع بيولوجي غني، يتضمن السلاحف البحرية وأبقار البحر النادرة (الأطوم)، إضافة إلى الشعاب المرجانية التي تعد واحدة من الأندر عالميًا، مما يجعله وجهة سياحية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي والخصوصية البيئية.
تحديات التوسع السياحي والتوازن البيئي
حذر خبراء البيئة من الخطط المتعلقة بإنشاءات سياحية غير مستدامة يمكن أن تؤثر سلبًا على النظام البيئي للشاطئ والمنطقة المحيطة، مما دفع الحملة إلى تبني سياسات تطوير صارمة تضع الحفاظ على البيئة في المقدمة. وأكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، أحد المشاركين في الحملة، أن تطوير الشاطئ يجب أن يركز على تحسين التجربة السياحية بشكل ينسجم مع طبيعة الموقع كأحد أهم الشواطئ البيئية عالميًا، وهو ما يتطلب تطبيق بروتوكولات دولية دقيقة.
مطالب بإجراءات بيئية مستدامة
أشار الكابتن أيمن طاهر، الخبير في السياحة البيئية وعضو الحملة، إلى أن هناك حاجة ملحة لاعتماد حلول صديقة للبيئة لضمان حماية الشاطئ والطبيعة المحيطة به. يشمل ذلك استخدام الطاقة المتجددة، وتنفيذ نظام صارم لإدارة النفايات، والحد من تنقل المركبات الآلية داخل المنطقة. كما طالب باستخدام حواجز طبيعية مثل أكياس الرمل أو غطاء نباتي لمنع انتقال الرواسب إلى المياه، وهي طريقة مجدية للحفاظ على نظافة وصفاء الشعاب المرجانية.
استراتيجية التطوير للحفاظ على الطبيعة
يتطلب تطوير منطقة شاطئ حنكوراب وضع خطة بيئية متكاملة، تتضمن مراجعة دقيقة للإنشاءات الحالية، وإجراء تقييم بيئي مستقل لضمان توافق الأنشطة مع المعايير البيئية، وتنظيم عدد الزوار بما يتناسب مع القدرة الاستيعابية للموقع. وأكد الخبراء أن حلول التطوير يجب أن تركز على تعزيز التوازن بين تقديم تجربة سياحية متفردة والحفاظ على الإرث الطبيعي الذي تتمتع به المنطقة.
بهذه الجهود، تأمل الحملة في الحفاظ على جمال شاطئ حنكوراب الفريد ليبقى مثالًا حيًا للتناغم بين الإنسان والطبيعة، مما يضمن استمراريته كوجهة بيئية عالمية.