في بيان يثير النقاش حول الرؤية الفلكية لتحديد بداية الأشهر الهجرية، أوضح مركز الفلك الدولي أن ما يُعتقد أنه خلاف بين الفلكيين بشأن موعد عيد الفطر هو في الواقع ناتج عن اختلاف الجهات الرسمية في إعلان بداية الأشهر الهجرية. وأكد البيان أن تحديد موعد العيد يقع ضمن اختصاص السلطات الرسمية، بينما يقتصر دور الفلكيين على تقديم معلومات علمية تساعد في توضيح إمكانية رؤية الهلال عند غروب شمس يوم محدد.
الفلكيون ودورهم في الإعلان عن بداية الشهور الهجرية
شدد المركز في بيانه على أن دور الفلكيين يتوقف عند تقديم بيانات تتعلق بإمكانية رؤية الهلال وليس إعلان بداية الشهر، مشيرًا إلى أن هناك التباسًا يسببه تجاوز بعض الفلكيين والفقهاء لأدوار بعضهم في هذا الشأن. وأوضح البيان أن هذه المسألة تحتاج إلى وضوح أكبر لتجنب اللغط في المستقبل.
توقعات موعد عيد الفطر حسب الحسابات الفلكية
أرجحت الحسابات الفلكية لمجموعة من الخبراء أن شهر رمضان لهذا العام قد يكمل ثلاثين يومًا. الفلكي بدر العميرة، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، أكد استحالة رؤية هلال شوال مساء السبت 29 مارس، مما يعني أن الأحد سيكون المتمم لشهر رمضان، والاثنين 31 مارس هو أول أيام عيد الفطر. ونُشر هذا التوجه أيضًا في دراسة أجراها الدكتور علي عبد الكريم الطعاني في الأردن، الذي أشار إلى أن عمر الهلال مساء السبت لن يتجاوز 4 ساعات و56 دقيقة، وهو وقت غير كافٍ لرؤية الهلال حتى باستخدام أجهزة متقدمة.
من جانبه، شدد مركز الفلك الدولي بدوره على نفس الاستنتاج، مشيرًا إلى أن الحسابات كافة تتفق على استحالة رؤية الهلال في ذلك اليوم، مما يعزز استكمال الشهر ثلاثين يومًا وبدء شهر شوال يوم الاثنين.
رأي آخر: احتمال انتهاء رمضان بـ29 يومًا
على النقيض من ذلك، توقع الخبير الفلكي خالد الزعاق أن السبت 29 مارس قد يكون آخر أيام شهر رمضان، مما يجعل الأحد 30 مارس هو أول أيام عيد الفطر. وأيده في هذا الطرح الدكتور عبد الله المسند، أستاذ المناخ، الذي أشار إلى إمكانية انتهاء الشهر بـ29 يومًا في حال صفاء الظروف الجوية وسهولة رؤية الهلال.
كما أضاف مجمع البحوث الفلكية في مصر أن رؤية الهلال يوم السبت قد تكون ممكنة، وهو ما يدعم أن يكون الأحد أول أيام العيد. هذه الاختلافات تعكس إلى حد كبير حالة التباين الناتج عن اعتماد الدول على طرق مختلفة في تحديد بداية الشهر إما بالرؤية البصرية أو بالحسابات الفلكية.
تشكل هذه التوقعات المتباينة رؤية شاملة لما قد يحدث حول بداية عيد الفطر المبارك، وتوضح الصعوبات التي تواجه الجهود الرامية إلى توحيد التقويم الهجري وحساباته. يتطلع المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى رؤية الهلال وحسم المسألة رسميًا من قبل الجهات المختصة، بما يضفي مزيدًا من اليقين حول تحديد هذا اليوم العظيم.