في خضم الشهر الفضيل، يتجدد الحديث عن ليلة القدر التي وصفها الله بأنها “خير من ألف شهر”، وما تحمله من قدسية وفرص روحانية لا تُقدر بثمن. ورغم اجتهاد الكثيرين في تتبع علاماتها، إلا أن التركيز الأكبر يجب أن ينصب على الاجتهاد في العبادة والطاعات خلال العشر الأواخر من رمضان، حيث أوصى بذلك النبي ﷺ بقوله: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”.
علامات ليلة القدر بين الاجتهاد والنص النبوي
تشير التفسيرات الدينية إلى علامات اجتهادية قد ترتبط بليلة القدر، مثل طلوع الشمس بلا شعاع أو اعتدال الطقس، إلا أن العلماء يؤكدون أن هذه العلامات لا تمثل الغاية الأهم. يرى أهل العلم أن الهدف الأساسي يكمن في اغتنام هذه الليالي المباركة بالصلاة والذكر والدعاء والتقرب إلى الله، بعيدًا عن السعي وراء العلامات بشكل حصري.
اغتنام الفرصة الإيمانية
ليلة القدر تعتبر فرصة ذهبية لمنح المسلم فرصة لمغفرة ذنوبه ونيل الأجر المضاعف، كما ورد عن النبي ﷺ قوله: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”. ولذا، يُشجع الجميع على أداء الصلوات، التهجد، قراءة القرآن والدعاء بإخلاص خلال هذه الأيام الفضيلة التي تحمل بين طياتها نفحات إيمانية عظيمة.
صلاة التهجد.. لحظة خصبة للروحانية
تُعد صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان من أعظم طقوس العبادة التي تجمع بين الخشوع والمناجاة، حيث تتجلى خلالها الفيوضات الربانية وتستجاب الدعوات. يعتبر أفضل وقت لأدائها هو الثلث الأخير من الليل، فيحل السكون ويمتلئ القلب بالسكينة وصفاء الروح، مما يجعل هذه الأوقات من أسمى اللحظات للتقرب إلى الله.
الأزهر يحسم جدل زكاة الفطر
وفي سياق مرتبط بشهر رمضان، أصدر الأزهر فتوى تؤكد أن الأصل في زكاة الفطر إخراجها طعامًا كما هو منصوص في السنة النبوية، ولكن دفع قيمتها نقدًا جائز تيسيرًا على الناس. يظل الهدف الأسمى من الزكاة هو إدخال السرور على قلوب المحتاجين وتحقيق التكافل المجتمعي، خاصة في هذه الأيام المباركة.
تستمر الأجواء الروحانية في تأثيرها على القلوب والعقول خلال الأيام الأخيرة من رمضان، لتبقى رسالة الشهر الفضيل واضحة: هو شهر للعبادة والرحمة والمغفرة وليس لمجرد انتظار العلامات أو الطقوس الشكلية.