شهدت أمانة الثقافة والفنون والتراث بحزب الجبهة الوطنية اجتماعًا هامًا برئاسة مدحت العدل، حيث تم تخصيص الجلسة لبحث أزمة الدراما المصرية وإيجاد سبل للنهوض بها واستعادة دورها الريادي. الاجتماع، الذي شارك فيه نخبة من أبرز المنتجين وكتاب السيناريو والمخرجين، أسفر عن مجموعة من التوصيات المؤثرة التي تهدف إلى تطوير الصناعة وحماية هويتها الثقافية.
الدولة تعود إلى إنتاج الأعمال الوطنية والتاريخية
أثنت الأمانة على أهمية عودة الدولة، من خلال قطاع الإنتاج، للمشاركة الفعّالة في إنتاج الأعمال الدرامية التي قد يعزف القطاع الخاص عن تقديمها، مثل الأعمال الوطنية والتاريخية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية. هذه الخطوة ستفتح المجال لتغطية مساحة إبداعية لا يتم الاهتمام بها بالشكل الكافي في القطاع الخاص، مما يضمن تقديم محتوى يُثري الوجدان المصري.
رفض سيطرة النجم الأوحد ودعم المواهب الشابة
ركّز الاجتماع على مكافحة ظاهرة الهيمنة المطلقة للنجم الأوحد في السيطرة على عناصر الإنتاج، حيث تعرقل هذه السيطرة الفرص المتاحة للمواهب الشابة والصاعدة. أوصى الحاضرون بإعادة هيكلة الصناعة لتعمل وفق آليات السوق، مع ضمان تكافؤ الفرص بين جميع المنتجين وتعزيز البيئة الفنية التي تسمح بالإبداع الحر والمبتكر من مختلف الأجيال.
تعزيز دور الرقابة والحفاظ على القيم الأخلاقية
ناقش المجتمعون أهمية تفعيل دور الرقابة على المصنفات الفنية، على أن تكون هذه الرقابة متّزنة، تجمع بين الحرية الطرحية واحترام القيم الأخلاقية للمجتمع المصري. هذا التوازن يضمن الحفاظ على هوية الدراما ويتيح المجال لتقديم أعمال تتسم بالتميز والجودة الفنية.
مؤتمر شامل للنهوض بالدراما المصرية
اختتم المشاركون الاجتماع باقتراحٍ لعقد مؤتمر شامل يضم كافة أطراف الصناعة، بما في ذلك المنتجين الذين انسحبوا من المشهد الفني مؤخرًا. الهدف من المؤتمر سيكون دراسة الأسباب الحقيقية لتدهور مستوى بعض الأعمال الدرامية ووضع استراتيجية شاملة للنهوض بصناعة الدراما المصرية، لتستعيد دورها في توعية المجتمع وتقديم محتوى يليق بالمشاهد المحلي والعالمي.
هذه التوصيات تمثل خطوة هامة نحو إصلاح واقع الصناعة الدرامية المصرية، من خلال تسليط الضوء على القضايا الملحة وحلها بشكل يضمن الارتقاء بالمحتوى الفني ومواكبته للتحديات الراهنة.